أحدث المشاريع
الموارد التّعليميّة المفتوحة
الموارد التّعليميّة المفتوحة (OER) هي موارد تعليميّة وبحثيّة موجودة في الملك العامّ تمّ إصدارها بموجب ترخيص ملكيّة…
تطوير المناهج اللبنانية الجديدة
  تقرير لجنة الصياغة  ترسيمة توضيحيّة امضاءات الهيئة العليا العلاقة بين القيم والمبادئ والسمات والكفايات المستعرضة…
السلامة المرورية

نبذة عن المشروع

تضع الدول المتحضّرة الأمن المروري في سلم أولوياتها وذلك للحفاظ على حياة مواطنيها وتسهيل انتقالهم وتنظيم أوقاتهم. ذلك أن أي خلل في احترام قوانين المرور يعرّض المجتمع لخسائر قد تصل في بعض الأحيان إلى حدود الكوارث.
أما في لبنان فإن المرور الآمن على الطرق أصبح يشكل هاجسًا لدى جميع المواطنين، وباتت الحوادث اليومية تقلق الأهالي والمسؤولين. وقد حملت الإحصاءات التي ترصد حوادث السير أرقامًا مخيفة، جلّها بسبب السرعة وعدم التقيد بإشارات المرور.
إلا أنه وبالرغم من كون القوانين اللبنانية لا تشكو من عيوب في وضعها بل بالنقص في تطبيقها، فإنه لا يجوز ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نتغاضى عن هذه القوانين التي تنظِّم يومياتنا، كما لا يجوز أن نتجاهل هذه التشريعات في وطننا ونحترم التشريعات في الأوطان الأخرى عندما نزورها.
في ظل هذا الواقع الأليم، تكشَّفت ضرورة التربية على أخلاقيات القيادة الآمنة وذلك بهدف ترسيخ سلوكيات احترام إشارات المرور وقوانين السير، من خلال مادة تربوية مشوِّقة تعزِّز لدى المتعلمين الحس بالمسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، وتزرع في عقولهم وفي يوميَّاتهم عادات سليمة تحفظ حياتهم وحياة الذين يتشاركون معهم في استخدام الطرق والأرصفة ووسائل النقل على تنوُّعها.
لذلك فإن المركز التربوي للبحوث والإنماء وهو المؤسسة التربوية التي تُعنى ببناء الإنسان وتحرص في المحافظة عليه، سارع إلى جعل السلامة المرورية أولوية في المناهج التربوية وفي الأنشطة الصفّية واللاصفّية. إلا أن مخرجات هذا الخيار تبقى دون الهد
ف المنشود ما لم يتم تبنّيها ودعمها من جميع القوى الحية في المجتمع من بلديات وجمعيات وأندية وعائلات، لكي تصبح السلامة المرورية قضية وطنية بامتياز ويتحوّل بالتالي موضوع «المرور الآمن » إلى سلوك راسخ في الحياة اليومية.
وهكذا فهدفنا إذًا هو خفض معدَّلات حوادث المرور إلى حدّها الأدنى، من طريق التعريف بالقوانين والأنظمة، والتوعية على الأضرار والخسائر التي يمكن أن تنتج من إهمال هذه الأصول وتدريب الأطفال منذ الصغر على السلوكيات المرورية السليمة، ذلك أن الشخصية المثقفة مروريًّا هي نموذج للمواط
ن الصالح، الواعد بمستقبل مشرق وقدوة للآخرين، لجهة توفير مرور آمن يحفظ سلامة الجميع ويحافظ عليهم في وطن نأمل تصنيفه في مصاف الدول المتقدّمة والراقية.

كما تشير معظم الإحصاءات المتعلقة بمخالفات السير التي نرتكبها والحوادث المرورية التي نتعرض لها بشكل يومي، إلى أنّ الجزء الأكبر منها يعود إلى جهلنا حتى لأبسط قواعد المرور وآدابه وهو ما يطلق عليه «الأمية المرورية » التي تستحوذعلى نسبة عالية من الأفراد في مجتمعنا، ويعود أساس هذا الجهل إلى عدم الاهتمام الكافي ببناء شخصية مثقفة مرورياًّ.

فمن المعلوم أنه ومنذ الدورة 62 للجلسة العامة للأمم المتحدة اعتبرت “السلامة المرورية” وبمشاركة مجموعة من الدول العربية “أزمة دولية”.

كذلك يعتبر الأمن المروري أولوية توليها الدول في العصر الحديث أهمية خاصة لما له من انعكاسات مباشرة على الاجتماعية والاقتصادية وميزان القوى البشرية في أي مجتمع.

وإذا كانت الآراء تتباين حيال الكثير من القضايا والمشاكل التي تواجه الدول والمجتمعات، فإن مشكلة المرور تبدو من بين الأمور القليلة التي ثمة إجماع حيالها. وتتفق الآراء بشأن الحلول الناجعة لها، لأنها تطول الدول كلها إذ لا يمر يوم في أي بلد من دون حوادث مرور، تزرع الحزن والكآبة وتفقد البلاد جانبًا من ثروتها البشرية والمادية. 

وهذا بالذات ما يميز حوادث المرور من الكوارث الأخرى، إذ إن الأخيرة قد لا تصيب بلدًا ما أو قد تحدث على فترات متباعدة في مناطق معينة. ولكن لا يمكن لأي دولة الادعاء بأنها نجت يومًا واحدًا فقط من حادث مروري، لذلك تبدو الحاجة ملحة لمعالجة هذه الحوادث بالشكل الذي يمكِّن من تقليص احتمال وقوعها إلى أقصى حد.

وفي نطاق المعالجة يجب أن يكون واضحًا منذ البداية أن مسؤولية تأمين السلامة المرورية تقع على عاتق الجميع، لا على طرف واحد من دون غيره.

من هنا تأتي أهمية موضوع التربية على السلامة المرورية لتكون وسيلتها المنهج المدرسي وليكون هدفها تكوين الوعي المروري لدى شرائح المجتمع كافة من خلال تزويد النشء بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تنظم سلوكه ، وتجعله منضبطًا فيعتاد الالتزام بالتشريعات والقوانين والنظم والتقاليد المرورية، بما يسهم في حماية نفسه وحماية الآخرين من أخطار المرور وتأثيراته .

انطلاقًا مما تقدم فقد تمّ إنجاز أنشطة لتتناول المفاهيم المرورية وفقًا للمناهج التربوية الحديثة بأسلوب علمي وتربوي يتناسب واحتياجات الطفل في المراحل التعليميّة كافة، كذلك تمّت مراعاة تدرَّج المحتوى من خلال أنشطة متعدّدة تشمل موضوعاته تنوُّعًا في المعلومات التي سوف يتم تدريسها بشكل يتناسب مع كل مرحلة عمرية.

ويُعتبر الطفل وفقًا لهذا المنهج «محور العملية التربوية » ويُنتظر منه أن يبنيَ بنفسه المعرفة المرورية ويُسهم في دعم مقتضيات السلامة وتكريس آداب المرور في الطريق العام.