في خطوة تهدف إلى تطوير تعليم الموسيقى في المدارس اللبنانية، اجتمعت لجنة الموسيقى في المركز التربوي للبحوث والإنماء للعمل على صياغة "مصفوفة المدى والتتابع" الخاصة بحقل الموسيقى، وهو أحد حقول ميدان الفنون والثقافة، الذي يشمل المسرح والفنون التشكيلية والموسيقى. ويأتي هذا الاجتماع ضمن ورشة شاملة لتحديث المناهج الرسمية، في محاولة لربطها بروح العصر مع الحفاظ على الجذور الثقافية والموسيقية اللبنانية.
المايسترو فادي يعقوب، منسق لجنة الموسيقى، شدد على أهمية أن "تحاكي البرامج التعليمية روح العصر، وأن تستند إلى الموروث الثقافي الغني"، مؤكداً أن الهدف هو خلق جيل من المتعلمين القادرين على فهم الموسيقى الحديثة والتفاعل معها، من دون التخلي عن موسيقاهم الأم. وأوضح أن "المتعلم اللبناني يجب أن تتاح له فرصة التعرف على كل ما هو حديث من طرائق وأساليب تعليمية، مع التمسك باللغة الموسيقية العربية والمشرقية"، مضيفاً: "نريد إنساناً يعيش في 2025 بعقل منفتح وقادر على مواكبة الذكاء الاصطناعي، من دون أن ينسلخ عن هويته الثقافية".
من جهته، لفت د. نداء أبو مراد، منسق حقل الموسيقى للتعليم ما قبل الجامعي، إلى أن "الموسيقى ليست مجرد ترفيه بل هي لغة قائمة بحد ذاتها تؤثر في وجدان الإنسان وتبني هويته الثقافية"، معتبراً أن تدريس الموسيقى يعزز الذاكرة والعواطف والذكاء، كما يدعم التعددية الثقافية واللغوية. وأضاف: "كما يتعلم التلميذ العربية والفرنسية أو الإنجليزية، من المهم أن يتعرف أيضاً على الموسيقى المقامية المحلية إلى جانب الموسيقى الأوروبية التونالية".
أما يوسف الياس أبي رعد، عضو اللجنة ونائب العميد في جامعة الروح القدس – الكسليك، فأعرب عن إيمانه العميق بأهمية هذه الخطوة قائلاً: "نحن نعمل من أجل جيل جديد لا يفكر بالموسيقى كمجرد هواية بل كمسار إنتاجي حقيقي في المجتمع، ومجال قادر أن يواكب الذكاء الاصطناعي والابتكار".
وأكد د. هياف ياسين، عضو اللجنة، أن الموسيقى باتت مادة أساسية في المناهج حول العالم، ويجب أن تحظى بالأهمية ذاتها في لبنان. وقال: "الموسيقى ليست فقط علماً أو فناً، بل هي ركيزة أساسية في بناء شخصية الطالب ليصبح مواطناً صالحاً ومبدعاً"، معرباً عن سعادته بإدراج مادة الموسيقى كمادة أساسية في الإصلاح التربوي المرتقب.
تعمل اللجنة حالياً على إعداد برنامج متكامل يوازن بين الأصالة والتجديد، ويهدف إلى بناء مواطن مثقف، منفتح، ومبدع، من خلال بوابة الموسيقى.