مقابلة مع الأستاذ محمد البعلبكي نقيب الصحافة اللبنانية

مقابلة مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي

فضل ميشال شيحا على الصحافة اللبنانية

نقيت الصحافة الأستاذ محمد بعلبكي مع رئيسة تحرير المجلة التربوي ميني زعني كلنكفي مقابلة أجرتها رئيسة تحرير "المجلة التربوية" ميني الزعني كلنك مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي ، أكَّد النقيب بأن لميشال شيحا الفضل الكبير على الصحافة اللبنانية إذ رفعها إلى مستوى تعتزُّ به.كما له فضل على لبنان من خلال مساهمته الفعلية في دراسة أوّل دستور للبنان وصياغته.

 

 

 

 

س- من هو ميشال شيحا الصحافي؟

ج- ميشال شيحا من روّاد الصحافة اللبنانية. في مطلع القرن العشرين أصدر أول صحيفة لبنانية يومية سياسية بعد أن "Le Jour "لوجور"  باللغة الفرنسية جريدة كان قد أصدر صحيفتين في مصر باللغة الفرنسية أيضًا، وهو من كبار Phénicie ومجلة Ebauches جريدة الصحافيين إذ كان لمقالاته اليومية الافتتاحية أبلغ الأثر في توجيه الرأي العام اللبناني نحو الأفكار التي كان يؤمن بها. كان له الفضل الأول في تبصير الرأي العام بالأحداث والوقائع التي كان يشهدها لبنان والعالم العربي بصورة خاصة والعالم بصورة عامة. أُسجّلِ لشيحا بهذه المناسبة فضله الكبير في تطوير الصحافة اللبنانية وخصوصًا باللغة الفرنسية نحو مستوى تعتزُّ به.

س- كيف خدم ميشال شيحا القضية اللبنانية والقضايا العربية؟

ج- كان شيحا مؤمنًا ايمانًا قويّاً باستقلال لبنان ووجوب قيام الدولة اللبنانية المستقلة الحرة وخصوصًا في مطلع عهد الانتداب الفرنسي إذ كانت الدولة اللبنانية يومئذٍ في طَور التكوين. ولا بدّ من أن نذكر لشيحا مساهمته الفعلية في دراسة أول دستور للدولة اللبنانية وكان حريصًا كل الحرص على ان يؤكِّد الدستور على وحدة الشعب اللبناني بكل مكوّناته واعتماد الديموقراطية في حياته السياسية وإعطاء أوسع هامش من حرية الرأي للصحافة اللبنانية على وجه الخصوص. ولميشال شيحا الأسبقية. فهو أول من رفع الصوت في لبنان للتنبيه من الخطر في " فلسطين" الصهيوني وقد نشر كتابًا بعنوان الثلاثينيّات. وباستطاعتي القول إن شيحا هو أول من دقَّ ناقوس الخطر محذّرًا من مطامع الصهاينة لا في فلسطين فحسب بل في المنطقة العربية كلها وفي لبنان على وجه الخصوص. إن ميشال شيحا صاحب رؤية للمستقبل تميّزَ بها من بين كثيرين من رجال الصحافة والسياسة في لبنان.

س- بِمَ تميّزَ أسلوب ميشال شيحا الصحافي؟

 ج- كانت جريدة ال "لوجور" التي يصدرها في طليعة الصحف التي نذرت نفسها لبث الفكرة اللبنانية ودعوة جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حول هذه الفكرة والعمل يدًا واحدة لتثبيت أركان الكيان السياسي الجديد في لبنان. وكان لهذه الصحيفة دورٌ بارزٌ في تحضير الأجواء لنشوء الكتلة الدستورية التي لعبت دورًا أساسيًا في انتخاب رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ بشارة الخوري الذي تمكّن مع عدد من الزعماء اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الوزراء رياض الصلح من تحرير الدستور اللبناني من كل نَصّ يشير إلى الانتداب الفرنسي وكان لهذه الخطوة التاريخية أثرها البالغ في حمل المندوب الفرنسي على Helleu هللو اعتقال بشارة الخوري ورياض الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين في قلعة راشيا وما أعقب ذلك من النقمة الشعبية العارمة التي انتهت بعد عشرة أيام بالإفراج عن الزعماء الوطنيين وتكريس الاستقلال اللبناني بصورة رسمية نهائية.

س: ما الفرق بين الدستور القديم ودستور الطائف لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية؟

ج: نقلت بعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعًا ولكن روحية الدستور بقيت كما كتبه ميشال شيحا. وقد أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات جديدة في دستور الطائف. أصبح له صلاحية التوقيع على مرسوم تشكيل الوزارة. فلا تشكَّل الوزارة من دون توقيعه. كما أعطي صلاحية ردّ أي قانون أو أي قرار إلى مجلس النواب أو مجلس الوزراء لإعادة النظر فيه. ويمكن لرئيس الجمهورية، وقبل بدء جلسة مجلس الوزراء والبحث في جدول الأعمال، طرح قضية ما، من الممكن أن تقتصر الجلسة عليها.

س: هل سبق وكرّمت نقابة الصحافة ميشال شيحا؟خلال المؤتمر الصحافي في نقابة الصحافة يوم تكريم ميشال شيحا: جورج سكاف يلقي كلمته، وإلى يساره غسان تويني، ميشال الخوري، ميشال إده

ج: في العام 2001 عقدت في بيروت القمة الفرنكوفونية التاسعة وقد دعت مؤسسة ميشال شيحا ومتحف سرسق وبلدية بيروت إلى زيارة معرض في متحف سرسق شمل مخطوطات ووثائق ورسائل، فيها أضواء على أهمية شيحا الذي كان له دورٌ بارزٌ في مرحلتي لبنان الكبير (1920) والاستقلال (1943) ومع المعرض صدر كتاب توثيقي، أعدته كلود ضومط سرحال، حفيدة شيحا، جمع مراحل شيحا مسيرةً ونتاجًا. كما عقد مؤتمر بحثي ودراسي عن فكر شيحا وفلسفته في الجامعة الأمريكية في بيروت. أما نقابة الصحافة فقد دعت إلى مؤتمر صحافي في النقابة في بيروت لتكريم أحد أبرز وجوه الصحافة اللبنانية،  عميد ال"لوجور" الزميل ميشال شيحا. عقد المؤتمر في حضور نائبي مؤسسة ميشال شيحا،غسان تويني، والشيخ ميشال الخوري، حفيدات ميشال شيحا كلود ضومط سرحال، وميشال حلو نحاس، الوزير السابق ميشال إده، وشخصيّات وفاعليّات.

وقد مثّلَ الأستاذ جورج سكاف نقيب الصحافة محمد البعلبكي وقدّمَ المؤتمر معتبرًا شيحا مهندس القضية اللبنانية وأفكارها: "نرحب بمؤسسة ميشال شيحا في: نقابة الصحافة لأنها تقوم على اسم صحافي كبير، وتضم بين أعضائها زميلاً كبيرًا هو الأستاذ غسان تويني. وإذا كانت الأوطان تقوم وتختصر ببعض رجالاتها، كمثل من قام بتوحيدِ أرضٍ أو جَمَعَ شعوبًا حول منظومة أو من شيّد قوسًا للنصر تمرّ عبره الأمجاد، أو رفع برجًا تتعالى به الآمال، فإن ميشال شيحا ليس من بناة الاستقلال فحسب، بل هو مهندس القضية اللبنانية، التي حققّها مع بَطَلَي الاستقلال في صيغة عيش مشترك بين أقليّات تحترم خصوصية كل منها، وتلتقي جميعها حول جوهر .لبنان: "موطن للحريات"

وقال غسان تويني:"أَحببنا أنسَنَة ميشال شيحا فاستعضنا عن طاولة الخطابات الرسميّة، بطاولة مستطيلة قرب بعضنا من بعض، وقريبين من الصحافي الفيلسوف. فشيحا كان فيلسوف الحكم في لبنان، والنسخة الأصلية للدستور اللبناني بخطّ يده مع تعديلاتها، وكل تاريخ لبنان مختصر في محفوظات متحف سرسق أثناء المعرض، والهدف إسقاط الحواجز بين الشخصيّة الوطنيّة الماردة وبين الناس في مجموع أفكاره، وإطلاقه من الكواليس وهو الذي مكَّن لبنان من تجاوز مآزق عديدة سياسية واقتصادية على مستوى علميّ ومعرفيّ كبير (مفاوضات النقد بين لبنان وفرنسا)، إلى عضويته ، الأساس في الجمعية اللبنانية التأسيسيّة في العام 1926 .التي أسَّست لدستور لبنان".

الشيخ ميشال الخوري، تحدث عن شيحا الذي يمثّل "كرّس صيغة لبنان طاقة لبنانية وعربية مهمّة جدّاً الاقتصاديّة الحرّة والليبراليّة، والصيغة السياسيّة في علاقة لبنان بالعالم، ومجموعة الآليات المشتركة العاملة في ما بينها داخليًاّ، عبر مضمون فلسفي وقانوني، سمح للبن بالانطلاق عام1943"

قلعة راشيا حيث تمّ اعتقال الرئيس الشيخ بشارة الخوري ورياض بك الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين

مقابلة مع الأستاذ محمد البعلبكي نقيب الصحافة اللبنانية

مقابلة مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي

فضل ميشال شيحا على الصحافة اللبنانية

نقيت الصحافة الأستاذ محمد بعلبكي مع رئيسة تحرير المجلة التربوي ميني زعني كلنكفي مقابلة أجرتها رئيسة تحرير "المجلة التربوية" ميني الزعني كلنك مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي ، أكَّد النقيب بأن لميشال شيحا الفضل الكبير على الصحافة اللبنانية إذ رفعها إلى مستوى تعتزُّ به.كما له فضل على لبنان من خلال مساهمته الفعلية في دراسة أوّل دستور للبنان وصياغته.

 

 

 

 

س- من هو ميشال شيحا الصحافي؟

ج- ميشال شيحا من روّاد الصحافة اللبنانية. في مطلع القرن العشرين أصدر أول صحيفة لبنانية يومية سياسية بعد أن "Le Jour "لوجور"  باللغة الفرنسية جريدة كان قد أصدر صحيفتين في مصر باللغة الفرنسية أيضًا، وهو من كبار Phénicie ومجلة Ebauches جريدة الصحافيين إذ كان لمقالاته اليومية الافتتاحية أبلغ الأثر في توجيه الرأي العام اللبناني نحو الأفكار التي كان يؤمن بها. كان له الفضل الأول في تبصير الرأي العام بالأحداث والوقائع التي كان يشهدها لبنان والعالم العربي بصورة خاصة والعالم بصورة عامة. أُسجّلِ لشيحا بهذه المناسبة فضله الكبير في تطوير الصحافة اللبنانية وخصوصًا باللغة الفرنسية نحو مستوى تعتزُّ به.

س- كيف خدم ميشال شيحا القضية اللبنانية والقضايا العربية؟

ج- كان شيحا مؤمنًا ايمانًا قويّاً باستقلال لبنان ووجوب قيام الدولة اللبنانية المستقلة الحرة وخصوصًا في مطلع عهد الانتداب الفرنسي إذ كانت الدولة اللبنانية يومئذٍ في طَور التكوين. ولا بدّ من أن نذكر لشيحا مساهمته الفعلية في دراسة أول دستور للدولة اللبنانية وكان حريصًا كل الحرص على ان يؤكِّد الدستور على وحدة الشعب اللبناني بكل مكوّناته واعتماد الديموقراطية في حياته السياسية وإعطاء أوسع هامش من حرية الرأي للصحافة اللبنانية على وجه الخصوص. ولميشال شيحا الأسبقية. فهو أول من رفع الصوت في لبنان للتنبيه من الخطر في " فلسطين" الصهيوني وقد نشر كتابًا بعنوان الثلاثينيّات. وباستطاعتي القول إن شيحا هو أول من دقَّ ناقوس الخطر محذّرًا من مطامع الصهاينة لا في فلسطين فحسب بل في المنطقة العربية كلها وفي لبنان على وجه الخصوص. إن ميشال شيحا صاحب رؤية للمستقبل تميّزَ بها من بين كثيرين من رجال الصحافة والسياسة في لبنان.

س- بِمَ تميّزَ أسلوب ميشال شيحا الصحافي؟

 ج- كانت جريدة ال "لوجور" التي يصدرها في طليعة الصحف التي نذرت نفسها لبث الفكرة اللبنانية ودعوة جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حول هذه الفكرة والعمل يدًا واحدة لتثبيت أركان الكيان السياسي الجديد في لبنان. وكان لهذه الصحيفة دورٌ بارزٌ في تحضير الأجواء لنشوء الكتلة الدستورية التي لعبت دورًا أساسيًا في انتخاب رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ بشارة الخوري الذي تمكّن مع عدد من الزعماء اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الوزراء رياض الصلح من تحرير الدستور اللبناني من كل نَصّ يشير إلى الانتداب الفرنسي وكان لهذه الخطوة التاريخية أثرها البالغ في حمل المندوب الفرنسي على Helleu هللو اعتقال بشارة الخوري ورياض الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين في قلعة راشيا وما أعقب ذلك من النقمة الشعبية العارمة التي انتهت بعد عشرة أيام بالإفراج عن الزعماء الوطنيين وتكريس الاستقلال اللبناني بصورة رسمية نهائية.

س: ما الفرق بين الدستور القديم ودستور الطائف لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية؟

ج: نقلت بعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعًا ولكن روحية الدستور بقيت كما كتبه ميشال شيحا. وقد أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات جديدة في دستور الطائف. أصبح له صلاحية التوقيع على مرسوم تشكيل الوزارة. فلا تشكَّل الوزارة من دون توقيعه. كما أعطي صلاحية ردّ أي قانون أو أي قرار إلى مجلس النواب أو مجلس الوزراء لإعادة النظر فيه. ويمكن لرئيس الجمهورية، وقبل بدء جلسة مجلس الوزراء والبحث في جدول الأعمال، طرح قضية ما، من الممكن أن تقتصر الجلسة عليها.

س: هل سبق وكرّمت نقابة الصحافة ميشال شيحا؟خلال المؤتمر الصحافي في نقابة الصحافة يوم تكريم ميشال شيحا: جورج سكاف يلقي كلمته، وإلى يساره غسان تويني، ميشال الخوري، ميشال إده

ج: في العام 2001 عقدت في بيروت القمة الفرنكوفونية التاسعة وقد دعت مؤسسة ميشال شيحا ومتحف سرسق وبلدية بيروت إلى زيارة معرض في متحف سرسق شمل مخطوطات ووثائق ورسائل، فيها أضواء على أهمية شيحا الذي كان له دورٌ بارزٌ في مرحلتي لبنان الكبير (1920) والاستقلال (1943) ومع المعرض صدر كتاب توثيقي، أعدته كلود ضومط سرحال، حفيدة شيحا، جمع مراحل شيحا مسيرةً ونتاجًا. كما عقد مؤتمر بحثي ودراسي عن فكر شيحا وفلسفته في الجامعة الأمريكية في بيروت. أما نقابة الصحافة فقد دعت إلى مؤتمر صحافي في النقابة في بيروت لتكريم أحد أبرز وجوه الصحافة اللبنانية،  عميد ال"لوجور" الزميل ميشال شيحا. عقد المؤتمر في حضور نائبي مؤسسة ميشال شيحا،غسان تويني، والشيخ ميشال الخوري، حفيدات ميشال شيحا كلود ضومط سرحال، وميشال حلو نحاس، الوزير السابق ميشال إده، وشخصيّات وفاعليّات.

وقد مثّلَ الأستاذ جورج سكاف نقيب الصحافة محمد البعلبكي وقدّمَ المؤتمر معتبرًا شيحا مهندس القضية اللبنانية وأفكارها: "نرحب بمؤسسة ميشال شيحا في: نقابة الصحافة لأنها تقوم على اسم صحافي كبير، وتضم بين أعضائها زميلاً كبيرًا هو الأستاذ غسان تويني. وإذا كانت الأوطان تقوم وتختصر ببعض رجالاتها، كمثل من قام بتوحيدِ أرضٍ أو جَمَعَ شعوبًا حول منظومة أو من شيّد قوسًا للنصر تمرّ عبره الأمجاد، أو رفع برجًا تتعالى به الآمال، فإن ميشال شيحا ليس من بناة الاستقلال فحسب، بل هو مهندس القضية اللبنانية، التي حققّها مع بَطَلَي الاستقلال في صيغة عيش مشترك بين أقليّات تحترم خصوصية كل منها، وتلتقي جميعها حول جوهر .لبنان: "موطن للحريات"

وقال غسان تويني:"أَحببنا أنسَنَة ميشال شيحا فاستعضنا عن طاولة الخطابات الرسميّة، بطاولة مستطيلة قرب بعضنا من بعض، وقريبين من الصحافي الفيلسوف. فشيحا كان فيلسوف الحكم في لبنان، والنسخة الأصلية للدستور اللبناني بخطّ يده مع تعديلاتها، وكل تاريخ لبنان مختصر في محفوظات متحف سرسق أثناء المعرض، والهدف إسقاط الحواجز بين الشخصيّة الوطنيّة الماردة وبين الناس في مجموع أفكاره، وإطلاقه من الكواليس وهو الذي مكَّن لبنان من تجاوز مآزق عديدة سياسية واقتصادية على مستوى علميّ ومعرفيّ كبير (مفاوضات النقد بين لبنان وفرنسا)، إلى عضويته ، الأساس في الجمعية اللبنانية التأسيسيّة في العام 1926 .التي أسَّست لدستور لبنان".

الشيخ ميشال الخوري، تحدث عن شيحا الذي يمثّل "كرّس صيغة لبنان طاقة لبنانية وعربية مهمّة جدّاً الاقتصاديّة الحرّة والليبراليّة، والصيغة السياسيّة في علاقة لبنان بالعالم، ومجموعة الآليات المشتركة العاملة في ما بينها داخليًاّ، عبر مضمون فلسفي وقانوني، سمح للبن بالانطلاق عام1943"

قلعة راشيا حيث تمّ اعتقال الرئيس الشيخ بشارة الخوري ورياض بك الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين

مقابلة مع الأستاذ محمد البعلبكي نقيب الصحافة اللبنانية

مقابلة مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي

فضل ميشال شيحا على الصحافة اللبنانية

نقيت الصحافة الأستاذ محمد بعلبكي مع رئيسة تحرير المجلة التربوي ميني زعني كلنكفي مقابلة أجرتها رئيسة تحرير "المجلة التربوية" ميني الزعني كلنك مع نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي ، أكَّد النقيب بأن لميشال شيحا الفضل الكبير على الصحافة اللبنانية إذ رفعها إلى مستوى تعتزُّ به.كما له فضل على لبنان من خلال مساهمته الفعلية في دراسة أوّل دستور للبنان وصياغته.

 

 

 

 

س- من هو ميشال شيحا الصحافي؟

ج- ميشال شيحا من روّاد الصحافة اللبنانية. في مطلع القرن العشرين أصدر أول صحيفة لبنانية يومية سياسية بعد أن "Le Jour "لوجور"  باللغة الفرنسية جريدة كان قد أصدر صحيفتين في مصر باللغة الفرنسية أيضًا، وهو من كبار Phénicie ومجلة Ebauches جريدة الصحافيين إذ كان لمقالاته اليومية الافتتاحية أبلغ الأثر في توجيه الرأي العام اللبناني نحو الأفكار التي كان يؤمن بها. كان له الفضل الأول في تبصير الرأي العام بالأحداث والوقائع التي كان يشهدها لبنان والعالم العربي بصورة خاصة والعالم بصورة عامة. أُسجّلِ لشيحا بهذه المناسبة فضله الكبير في تطوير الصحافة اللبنانية وخصوصًا باللغة الفرنسية نحو مستوى تعتزُّ به.

س- كيف خدم ميشال شيحا القضية اللبنانية والقضايا العربية؟

ج- كان شيحا مؤمنًا ايمانًا قويّاً باستقلال لبنان ووجوب قيام الدولة اللبنانية المستقلة الحرة وخصوصًا في مطلع عهد الانتداب الفرنسي إذ كانت الدولة اللبنانية يومئذٍ في طَور التكوين. ولا بدّ من أن نذكر لشيحا مساهمته الفعلية في دراسة أول دستور للدولة اللبنانية وكان حريصًا كل الحرص على ان يؤكِّد الدستور على وحدة الشعب اللبناني بكل مكوّناته واعتماد الديموقراطية في حياته السياسية وإعطاء أوسع هامش من حرية الرأي للصحافة اللبنانية على وجه الخصوص. ولميشال شيحا الأسبقية. فهو أول من رفع الصوت في لبنان للتنبيه من الخطر في " فلسطين" الصهيوني وقد نشر كتابًا بعنوان الثلاثينيّات. وباستطاعتي القول إن شيحا هو أول من دقَّ ناقوس الخطر محذّرًا من مطامع الصهاينة لا في فلسطين فحسب بل في المنطقة العربية كلها وفي لبنان على وجه الخصوص. إن ميشال شيحا صاحب رؤية للمستقبل تميّزَ بها من بين كثيرين من رجال الصحافة والسياسة في لبنان.

س- بِمَ تميّزَ أسلوب ميشال شيحا الصحافي؟

 ج- كانت جريدة ال "لوجور" التي يصدرها في طليعة الصحف التي نذرت نفسها لبث الفكرة اللبنانية ودعوة جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حول هذه الفكرة والعمل يدًا واحدة لتثبيت أركان الكيان السياسي الجديد في لبنان. وكان لهذه الصحيفة دورٌ بارزٌ في تحضير الأجواء لنشوء الكتلة الدستورية التي لعبت دورًا أساسيًا في انتخاب رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ بشارة الخوري الذي تمكّن مع عدد من الزعماء اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الوزراء رياض الصلح من تحرير الدستور اللبناني من كل نَصّ يشير إلى الانتداب الفرنسي وكان لهذه الخطوة التاريخية أثرها البالغ في حمل المندوب الفرنسي على Helleu هللو اعتقال بشارة الخوري ورياض الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين في قلعة راشيا وما أعقب ذلك من النقمة الشعبية العارمة التي انتهت بعد عشرة أيام بالإفراج عن الزعماء الوطنيين وتكريس الاستقلال اللبناني بصورة رسمية نهائية.

س: ما الفرق بين الدستور القديم ودستور الطائف لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية؟

ج: نقلت بعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعًا ولكن روحية الدستور بقيت كما كتبه ميشال شيحا. وقد أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات جديدة في دستور الطائف. أصبح له صلاحية التوقيع على مرسوم تشكيل الوزارة. فلا تشكَّل الوزارة من دون توقيعه. كما أعطي صلاحية ردّ أي قانون أو أي قرار إلى مجلس النواب أو مجلس الوزراء لإعادة النظر فيه. ويمكن لرئيس الجمهورية، وقبل بدء جلسة مجلس الوزراء والبحث في جدول الأعمال، طرح قضية ما، من الممكن أن تقتصر الجلسة عليها.

س: هل سبق وكرّمت نقابة الصحافة ميشال شيحا؟خلال المؤتمر الصحافي في نقابة الصحافة يوم تكريم ميشال شيحا: جورج سكاف يلقي كلمته، وإلى يساره غسان تويني، ميشال الخوري، ميشال إده

ج: في العام 2001 عقدت في بيروت القمة الفرنكوفونية التاسعة وقد دعت مؤسسة ميشال شيحا ومتحف سرسق وبلدية بيروت إلى زيارة معرض في متحف سرسق شمل مخطوطات ووثائق ورسائل، فيها أضواء على أهمية شيحا الذي كان له دورٌ بارزٌ في مرحلتي لبنان الكبير (1920) والاستقلال (1943) ومع المعرض صدر كتاب توثيقي، أعدته كلود ضومط سرحال، حفيدة شيحا، جمع مراحل شيحا مسيرةً ونتاجًا. كما عقد مؤتمر بحثي ودراسي عن فكر شيحا وفلسفته في الجامعة الأمريكية في بيروت. أما نقابة الصحافة فقد دعت إلى مؤتمر صحافي في النقابة في بيروت لتكريم أحد أبرز وجوه الصحافة اللبنانية،  عميد ال"لوجور" الزميل ميشال شيحا. عقد المؤتمر في حضور نائبي مؤسسة ميشال شيحا،غسان تويني، والشيخ ميشال الخوري، حفيدات ميشال شيحا كلود ضومط سرحال، وميشال حلو نحاس، الوزير السابق ميشال إده، وشخصيّات وفاعليّات.

وقد مثّلَ الأستاذ جورج سكاف نقيب الصحافة محمد البعلبكي وقدّمَ المؤتمر معتبرًا شيحا مهندس القضية اللبنانية وأفكارها: "نرحب بمؤسسة ميشال شيحا في: نقابة الصحافة لأنها تقوم على اسم صحافي كبير، وتضم بين أعضائها زميلاً كبيرًا هو الأستاذ غسان تويني. وإذا كانت الأوطان تقوم وتختصر ببعض رجالاتها، كمثل من قام بتوحيدِ أرضٍ أو جَمَعَ شعوبًا حول منظومة أو من شيّد قوسًا للنصر تمرّ عبره الأمجاد، أو رفع برجًا تتعالى به الآمال، فإن ميشال شيحا ليس من بناة الاستقلال فحسب، بل هو مهندس القضية اللبنانية، التي حققّها مع بَطَلَي الاستقلال في صيغة عيش مشترك بين أقليّات تحترم خصوصية كل منها، وتلتقي جميعها حول جوهر .لبنان: "موطن للحريات"

وقال غسان تويني:"أَحببنا أنسَنَة ميشال شيحا فاستعضنا عن طاولة الخطابات الرسميّة، بطاولة مستطيلة قرب بعضنا من بعض، وقريبين من الصحافي الفيلسوف. فشيحا كان فيلسوف الحكم في لبنان، والنسخة الأصلية للدستور اللبناني بخطّ يده مع تعديلاتها، وكل تاريخ لبنان مختصر في محفوظات متحف سرسق أثناء المعرض، والهدف إسقاط الحواجز بين الشخصيّة الوطنيّة الماردة وبين الناس في مجموع أفكاره، وإطلاقه من الكواليس وهو الذي مكَّن لبنان من تجاوز مآزق عديدة سياسية واقتصادية على مستوى علميّ ومعرفيّ كبير (مفاوضات النقد بين لبنان وفرنسا)، إلى عضويته ، الأساس في الجمعية اللبنانية التأسيسيّة في العام 1926 .التي أسَّست لدستور لبنان".

الشيخ ميشال الخوري، تحدث عن شيحا الذي يمثّل "كرّس صيغة لبنان طاقة لبنانية وعربية مهمّة جدّاً الاقتصاديّة الحرّة والليبراليّة، والصيغة السياسيّة في علاقة لبنان بالعالم، ومجموعة الآليات المشتركة العاملة في ما بينها داخليًاّ، عبر مضمون فلسفي وقانوني، سمح للبن بالانطلاق عام1943"

قلعة راشيا حيث تمّ اعتقال الرئيس الشيخ بشارة الخوري ورياض بك الصلح وكبار السياسيين اللبنانيين