التربية بلا حدود

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الپروفسورة ليلى مليحة فيّاضمشاريع ومقالات متنوعة وهادفة

   بالرغم من العمل المتواصِل والجهد الدؤوب اللذين تقوم بهما منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو)، والمؤسسات الدولية والإقليمية وبالرغم  من البرامج والتوظيفات التي تضعها الحكومات الوطنية للنهوض بالتربية، يبقى الحَقلُ بحاجة إلى فَعَلَةٍ كثيرين. ونَشْعُرُ، نحن كمسؤولين تربويين في لبنان أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بحجم وثقلِ المسؤولية المُلقاة على عاتِقِنا وبخطورة قيادة السفينة التربوية نحو شاطئ الأمان. ولكن بالرغم من المخاطر والصعاب والعقبات كتب علينا أن نسير قُدُمًا، وبعزمٍ وثباتٍ لا حدود لهما، على طَريق جَعل لبنان واحةً تربويةً في عالَمٍ يعاني من التراجع الثقافي والعلْميّ. 

   لِذا، وفي سياق مطالعتنا للعدد الثاني والخمسين من "المجلة التربوية" سنتوقفُ معًا عند محطّاَت مِفصَليّةَ ومتعَدّدِة، للإضاءة على مشاريع قد تؤسس لبناء نظام تربوي نوعي يتكامل فيه القطاعان الرسمي والخاص، ما يؤدي حتمًا إلى مخرجات نوعية تسهم في بناء مستقبل لبنان.

 

مَلَف القياس

  • الدراسة الدوليّةَ لتوجهات مستويات الأداء في الرياضيات والعلوم (TIMSS)

يشترك لبنان وللمرَّة الأولى منذ دورة 2003 بهذا المشروع المُهم مُمَثلاً بالمركز التربوي للبحوث والإنماء الذي أدرَك تمامًا، أن قضية التربية الأولى، هي تطوير البحَث العِلميّ بلا حدود، وإعطائه المكانة التي يستحق،وبخاصةٍ في مجال قياس التحصيل التعلّمُي للتلامذة، وقياس المستوى العلمي للمعلّمِات وللمعلّمِين، ومدى ملاءمة البيئة التي يعيش فيها أبناؤنا، إن في المدرسة أو في البيت وذلك على صَعيدَي الإدارة المدرسية والأهلين. أما الهدف من القياس فهو التوصُّل إلى تقييمٍ عادلٍ للمردود التربوي من جهة وإلى تقويم دائم للنظام التربوي من جهة ثانية.

  • التحصيل التعلّمُي في لبنان والـ (PASEC) في خدمة التطوير المستمر

مشروعان من المشاريع الأخرى التي تمّتَ مأسستها في المركز التربوي للبحوث والإنماء وهما يأخذان طريقهما إلى التنفيذ، بصورة دورية، لذا، خَصَّصنا مقالة باللغة العربية تتناول التحصيل التعلّمُي في لبنان، ومقالة باللغة الفرنسية تتناول التقييم التشخيصي للتحصيل التعلّمُي (PASEC)، حيث سيجد قُراؤنا أجوبةً عن الأسئلة التقليدية الآتية: من؟ متى؟ كيف؟ أين ولماذا ؟ أجوبةٌ تأتي لتؤكِّد على أننا تبنّيَنا النهج العلْميّ، غير القابل للجَدَل. أجوبةٌ تأتي لتؤكد أننا اخترنا تشخيص النظام التربوي وقياس التحصيل التعلّمُي في خدمة التطوير المستمر. فالتربية كسائر الكائنات الحيّةَ تعيش التجدّدُ، وترفض الأثواب البالية، كما أنها تبني منازلها على أسُسٍ متينةٍ، وتستمد صلابتها من الأرقام والإحصاءات. والتربية الهادفة تتبنى أسلوب التخطيط للمستقبل فلا تتعثّرَ لأنها محصَّنة بالرؤية وبُعد النظر.

   لذا فإننا نعتبر الـ(TIMSS) والـ(PASEC)، والتحصيل التعلمي مشاريع تضع النظام التعليمي في  لبنان تحت مِجهر التشخيص الدقيق لِمكامِنِ الخَلَلْ، توصُّلاً إلى اجتراع المعالجات لتأمين العدالة في فرص التعليم كما في الامتحانات المدرسية والرسمية... إلخ. وإنني اغتنم هذه المناسبة، لأذكِّر عَبر مِنبَر هذه الافتتاحية، بأن هدف التقييم، ليس البحث عن النخبة أو عن المتفوقين من الأطفال والمراهقين والشباب فحسب، بل يتخطى ذلك باتجاه مساندة الضعفاء منهم، ومساعدتهم على اكتشاف مَواهِبهم في غَير مجالات الرياضيات والعلوم واللغات، وبخاصةٍ مَجال المواد الإجرائية. فَكم من مبدع، خلاّق، في مَجال الموسيقى مثلاً، لم تكن لديه الرغبة في تعلّم المواد الأخرى كالعلوم والرياضيات...إلخ

******

   في محطّتَنا الثالثة، تأتي مقالةٌ، بعنوان التربية على الشأن العام لتدعو المسؤولين التربويين والمعلّمِين، إلى التركيز على تدريب التلامِذة ودَعوتِهم إلى التخلّيِ عن الأنا، لِمُلاقاة الآخر الزميل والرفيق، على مقاعد الدراسَة في الصف، كما في الملعب، وكل أرجاء المدرسة. دَعوةٌ مُلِحّةَ لمساعدة أولادنا على الخروج من شَرنَقةِ الأنا البغيضة والفَردَنة الهدّامة، إلى رِحاب المجموعة المُتعاونة المتعاضدة على بناء مجتمعِ صالحِ في المستقبل من خلال بناء المواطن/التلميذ الصالح.

   وفي الوقت الذي أصبحَ فيه العالم قرية واحدة، سنتوقف معًا عند موضوع حِوار الثقافات، وتأقلم المهاجرين في بلدان الانتشار، لأنه لم يعد من المسموح أن نجهل الآخر. كما أن حوار الحضارات واندماجها، لم يَعد خيارًا بل أصبح ضرورة، والحضارة الأكثر خطورةً هي التي تعيش في ظلمة التقوقع والانغلاق على الذات.

   نحن مَدعوون أيضًا إلى التوقف عند مِحوَرين أساسيّيَن. الأول يخصّ المرحلة المتوسطة من التعليم كَوسيلةٍ "اللّعب" الأساسي ويركِّز على موضوع الطاقة وكيفية توليدِها، والثاني يشرح كيفية الإفادة من تعليميّةَ مفيدة في مَرحَلتي التعليم الأساسي والثانوي على حَدٍ سَواء.

******

   محطتُنا الأخيرة، في هذا العدد، تبرز في مقالتَين، باللغة الإنكليزية: الأولى تعالج موضوعًا كان وما زال يُقلق الأهل والمُربين إذ هو يتعلّقَ بالمخاوف والتشنّجُات العصبيّةَ التي تنتاب أبناءنا، قُبيل  مَواعيد الاختبارات والامتحانات، كما تشرح كيفية تبديدِها وإزالتِها. أما المقالة الثانية فتتعلّقَ بمنهجيّةَ الكتابة وطرائقها.

   خِتامًا، وبعد أن تمّ وضع هذا العَدد بين أيدي المُرَبين كافة، أتمنى أن يكون للمديرين وللمعلّمِات والمعلّمِين، خير جَليس، يفيد ويقنع، ليطبّقَ على أرض الواقع، كما أتمنى للجَميع عامًا دراسيّاً مكلّلَاً بالنجاح .

 

التربية بلا حدود

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الپروفسورة ليلى مليحة فيّاضمشاريع ومقالات متنوعة وهادفة

   بالرغم من العمل المتواصِل والجهد الدؤوب اللذين تقوم بهما منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو)، والمؤسسات الدولية والإقليمية وبالرغم  من البرامج والتوظيفات التي تضعها الحكومات الوطنية للنهوض بالتربية، يبقى الحَقلُ بحاجة إلى فَعَلَةٍ كثيرين. ونَشْعُرُ، نحن كمسؤولين تربويين في لبنان أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بحجم وثقلِ المسؤولية المُلقاة على عاتِقِنا وبخطورة قيادة السفينة التربوية نحو شاطئ الأمان. ولكن بالرغم من المخاطر والصعاب والعقبات كتب علينا أن نسير قُدُمًا، وبعزمٍ وثباتٍ لا حدود لهما، على طَريق جَعل لبنان واحةً تربويةً في عالَمٍ يعاني من التراجع الثقافي والعلْميّ. 

   لِذا، وفي سياق مطالعتنا للعدد الثاني والخمسين من "المجلة التربوية" سنتوقفُ معًا عند محطّاَت مِفصَليّةَ ومتعَدّدِة، للإضاءة على مشاريع قد تؤسس لبناء نظام تربوي نوعي يتكامل فيه القطاعان الرسمي والخاص، ما يؤدي حتمًا إلى مخرجات نوعية تسهم في بناء مستقبل لبنان.

 

مَلَف القياس

  • الدراسة الدوليّةَ لتوجهات مستويات الأداء في الرياضيات والعلوم (TIMSS)

يشترك لبنان وللمرَّة الأولى منذ دورة 2003 بهذا المشروع المُهم مُمَثلاً بالمركز التربوي للبحوث والإنماء الذي أدرَك تمامًا، أن قضية التربية الأولى، هي تطوير البحَث العِلميّ بلا حدود، وإعطائه المكانة التي يستحق،وبخاصةٍ في مجال قياس التحصيل التعلّمُي للتلامذة، وقياس المستوى العلمي للمعلّمِات وللمعلّمِين، ومدى ملاءمة البيئة التي يعيش فيها أبناؤنا، إن في المدرسة أو في البيت وذلك على صَعيدَي الإدارة المدرسية والأهلين. أما الهدف من القياس فهو التوصُّل إلى تقييمٍ عادلٍ للمردود التربوي من جهة وإلى تقويم دائم للنظام التربوي من جهة ثانية.

  • التحصيل التعلّمُي في لبنان والـ (PASEC) في خدمة التطوير المستمر

مشروعان من المشاريع الأخرى التي تمّتَ مأسستها في المركز التربوي للبحوث والإنماء وهما يأخذان طريقهما إلى التنفيذ، بصورة دورية، لذا، خَصَّصنا مقالة باللغة العربية تتناول التحصيل التعلّمُي في لبنان، ومقالة باللغة الفرنسية تتناول التقييم التشخيصي للتحصيل التعلّمُي (PASEC)، حيث سيجد قُراؤنا أجوبةً عن الأسئلة التقليدية الآتية: من؟ متى؟ كيف؟ أين ولماذا ؟ أجوبةٌ تأتي لتؤكِّد على أننا تبنّيَنا النهج العلْميّ، غير القابل للجَدَل. أجوبةٌ تأتي لتؤكد أننا اخترنا تشخيص النظام التربوي وقياس التحصيل التعلّمُي في خدمة التطوير المستمر. فالتربية كسائر الكائنات الحيّةَ تعيش التجدّدُ، وترفض الأثواب البالية، كما أنها تبني منازلها على أسُسٍ متينةٍ، وتستمد صلابتها من الأرقام والإحصاءات. والتربية الهادفة تتبنى أسلوب التخطيط للمستقبل فلا تتعثّرَ لأنها محصَّنة بالرؤية وبُعد النظر.

   لذا فإننا نعتبر الـ(TIMSS) والـ(PASEC)، والتحصيل التعلمي مشاريع تضع النظام التعليمي في  لبنان تحت مِجهر التشخيص الدقيق لِمكامِنِ الخَلَلْ، توصُّلاً إلى اجتراع المعالجات لتأمين العدالة في فرص التعليم كما في الامتحانات المدرسية والرسمية... إلخ. وإنني اغتنم هذه المناسبة، لأذكِّر عَبر مِنبَر هذه الافتتاحية، بأن هدف التقييم، ليس البحث عن النخبة أو عن المتفوقين من الأطفال والمراهقين والشباب فحسب، بل يتخطى ذلك باتجاه مساندة الضعفاء منهم، ومساعدتهم على اكتشاف مَواهِبهم في غَير مجالات الرياضيات والعلوم واللغات، وبخاصةٍ مَجال المواد الإجرائية. فَكم من مبدع، خلاّق، في مَجال الموسيقى مثلاً، لم تكن لديه الرغبة في تعلّم المواد الأخرى كالعلوم والرياضيات...إلخ

******

   في محطّتَنا الثالثة، تأتي مقالةٌ، بعنوان التربية على الشأن العام لتدعو المسؤولين التربويين والمعلّمِين، إلى التركيز على تدريب التلامِذة ودَعوتِهم إلى التخلّيِ عن الأنا، لِمُلاقاة الآخر الزميل والرفيق، على مقاعد الدراسَة في الصف، كما في الملعب، وكل أرجاء المدرسة. دَعوةٌ مُلِحّةَ لمساعدة أولادنا على الخروج من شَرنَقةِ الأنا البغيضة والفَردَنة الهدّامة، إلى رِحاب المجموعة المُتعاونة المتعاضدة على بناء مجتمعِ صالحِ في المستقبل من خلال بناء المواطن/التلميذ الصالح.

   وفي الوقت الذي أصبحَ فيه العالم قرية واحدة، سنتوقف معًا عند موضوع حِوار الثقافات، وتأقلم المهاجرين في بلدان الانتشار، لأنه لم يعد من المسموح أن نجهل الآخر. كما أن حوار الحضارات واندماجها، لم يَعد خيارًا بل أصبح ضرورة، والحضارة الأكثر خطورةً هي التي تعيش في ظلمة التقوقع والانغلاق على الذات.

   نحن مَدعوون أيضًا إلى التوقف عند مِحوَرين أساسيّيَن. الأول يخصّ المرحلة المتوسطة من التعليم كَوسيلةٍ "اللّعب" الأساسي ويركِّز على موضوع الطاقة وكيفية توليدِها، والثاني يشرح كيفية الإفادة من تعليميّةَ مفيدة في مَرحَلتي التعليم الأساسي والثانوي على حَدٍ سَواء.

******

   محطتُنا الأخيرة، في هذا العدد، تبرز في مقالتَين، باللغة الإنكليزية: الأولى تعالج موضوعًا كان وما زال يُقلق الأهل والمُربين إذ هو يتعلّقَ بالمخاوف والتشنّجُات العصبيّةَ التي تنتاب أبناءنا، قُبيل  مَواعيد الاختبارات والامتحانات، كما تشرح كيفية تبديدِها وإزالتِها. أما المقالة الثانية فتتعلّقَ بمنهجيّةَ الكتابة وطرائقها.

   خِتامًا، وبعد أن تمّ وضع هذا العَدد بين أيدي المُرَبين كافة، أتمنى أن يكون للمديرين وللمعلّمِات والمعلّمِين، خير جَليس، يفيد ويقنع، ليطبّقَ على أرض الواقع، كما أتمنى للجَميع عامًا دراسيّاً مكلّلَاً بالنجاح .

 

التربية بلا حدود

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الپروفسورة ليلى مليحة فيّاضمشاريع ومقالات متنوعة وهادفة

   بالرغم من العمل المتواصِل والجهد الدؤوب اللذين تقوم بهما منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو)، والمؤسسات الدولية والإقليمية وبالرغم  من البرامج والتوظيفات التي تضعها الحكومات الوطنية للنهوض بالتربية، يبقى الحَقلُ بحاجة إلى فَعَلَةٍ كثيرين. ونَشْعُرُ، نحن كمسؤولين تربويين في لبنان أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بحجم وثقلِ المسؤولية المُلقاة على عاتِقِنا وبخطورة قيادة السفينة التربوية نحو شاطئ الأمان. ولكن بالرغم من المخاطر والصعاب والعقبات كتب علينا أن نسير قُدُمًا، وبعزمٍ وثباتٍ لا حدود لهما، على طَريق جَعل لبنان واحةً تربويةً في عالَمٍ يعاني من التراجع الثقافي والعلْميّ. 

   لِذا، وفي سياق مطالعتنا للعدد الثاني والخمسين من "المجلة التربوية" سنتوقفُ معًا عند محطّاَت مِفصَليّةَ ومتعَدّدِة، للإضاءة على مشاريع قد تؤسس لبناء نظام تربوي نوعي يتكامل فيه القطاعان الرسمي والخاص، ما يؤدي حتمًا إلى مخرجات نوعية تسهم في بناء مستقبل لبنان.

 

مَلَف القياس

  • الدراسة الدوليّةَ لتوجهات مستويات الأداء في الرياضيات والعلوم (TIMSS)

يشترك لبنان وللمرَّة الأولى منذ دورة 2003 بهذا المشروع المُهم مُمَثلاً بالمركز التربوي للبحوث والإنماء الذي أدرَك تمامًا، أن قضية التربية الأولى، هي تطوير البحَث العِلميّ بلا حدود، وإعطائه المكانة التي يستحق،وبخاصةٍ في مجال قياس التحصيل التعلّمُي للتلامذة، وقياس المستوى العلمي للمعلّمِات وللمعلّمِين، ومدى ملاءمة البيئة التي يعيش فيها أبناؤنا، إن في المدرسة أو في البيت وذلك على صَعيدَي الإدارة المدرسية والأهلين. أما الهدف من القياس فهو التوصُّل إلى تقييمٍ عادلٍ للمردود التربوي من جهة وإلى تقويم دائم للنظام التربوي من جهة ثانية.

  • التحصيل التعلّمُي في لبنان والـ (PASEC) في خدمة التطوير المستمر

مشروعان من المشاريع الأخرى التي تمّتَ مأسستها في المركز التربوي للبحوث والإنماء وهما يأخذان طريقهما إلى التنفيذ، بصورة دورية، لذا، خَصَّصنا مقالة باللغة العربية تتناول التحصيل التعلّمُي في لبنان، ومقالة باللغة الفرنسية تتناول التقييم التشخيصي للتحصيل التعلّمُي (PASEC)، حيث سيجد قُراؤنا أجوبةً عن الأسئلة التقليدية الآتية: من؟ متى؟ كيف؟ أين ولماذا ؟ أجوبةٌ تأتي لتؤكِّد على أننا تبنّيَنا النهج العلْميّ، غير القابل للجَدَل. أجوبةٌ تأتي لتؤكد أننا اخترنا تشخيص النظام التربوي وقياس التحصيل التعلّمُي في خدمة التطوير المستمر. فالتربية كسائر الكائنات الحيّةَ تعيش التجدّدُ، وترفض الأثواب البالية، كما أنها تبني منازلها على أسُسٍ متينةٍ، وتستمد صلابتها من الأرقام والإحصاءات. والتربية الهادفة تتبنى أسلوب التخطيط للمستقبل فلا تتعثّرَ لأنها محصَّنة بالرؤية وبُعد النظر.

   لذا فإننا نعتبر الـ(TIMSS) والـ(PASEC)، والتحصيل التعلمي مشاريع تضع النظام التعليمي في  لبنان تحت مِجهر التشخيص الدقيق لِمكامِنِ الخَلَلْ، توصُّلاً إلى اجتراع المعالجات لتأمين العدالة في فرص التعليم كما في الامتحانات المدرسية والرسمية... إلخ. وإنني اغتنم هذه المناسبة، لأذكِّر عَبر مِنبَر هذه الافتتاحية، بأن هدف التقييم، ليس البحث عن النخبة أو عن المتفوقين من الأطفال والمراهقين والشباب فحسب، بل يتخطى ذلك باتجاه مساندة الضعفاء منهم، ومساعدتهم على اكتشاف مَواهِبهم في غَير مجالات الرياضيات والعلوم واللغات، وبخاصةٍ مَجال المواد الإجرائية. فَكم من مبدع، خلاّق، في مَجال الموسيقى مثلاً، لم تكن لديه الرغبة في تعلّم المواد الأخرى كالعلوم والرياضيات...إلخ

******

   في محطّتَنا الثالثة، تأتي مقالةٌ، بعنوان التربية على الشأن العام لتدعو المسؤولين التربويين والمعلّمِين، إلى التركيز على تدريب التلامِذة ودَعوتِهم إلى التخلّيِ عن الأنا، لِمُلاقاة الآخر الزميل والرفيق، على مقاعد الدراسَة في الصف، كما في الملعب، وكل أرجاء المدرسة. دَعوةٌ مُلِحّةَ لمساعدة أولادنا على الخروج من شَرنَقةِ الأنا البغيضة والفَردَنة الهدّامة، إلى رِحاب المجموعة المُتعاونة المتعاضدة على بناء مجتمعِ صالحِ في المستقبل من خلال بناء المواطن/التلميذ الصالح.

   وفي الوقت الذي أصبحَ فيه العالم قرية واحدة، سنتوقف معًا عند موضوع حِوار الثقافات، وتأقلم المهاجرين في بلدان الانتشار، لأنه لم يعد من المسموح أن نجهل الآخر. كما أن حوار الحضارات واندماجها، لم يَعد خيارًا بل أصبح ضرورة، والحضارة الأكثر خطورةً هي التي تعيش في ظلمة التقوقع والانغلاق على الذات.

   نحن مَدعوون أيضًا إلى التوقف عند مِحوَرين أساسيّيَن. الأول يخصّ المرحلة المتوسطة من التعليم كَوسيلةٍ "اللّعب" الأساسي ويركِّز على موضوع الطاقة وكيفية توليدِها، والثاني يشرح كيفية الإفادة من تعليميّةَ مفيدة في مَرحَلتي التعليم الأساسي والثانوي على حَدٍ سَواء.

******

   محطتُنا الأخيرة، في هذا العدد، تبرز في مقالتَين، باللغة الإنكليزية: الأولى تعالج موضوعًا كان وما زال يُقلق الأهل والمُربين إذ هو يتعلّقَ بالمخاوف والتشنّجُات العصبيّةَ التي تنتاب أبناءنا، قُبيل  مَواعيد الاختبارات والامتحانات، كما تشرح كيفية تبديدِها وإزالتِها. أما المقالة الثانية فتتعلّقَ بمنهجيّةَ الكتابة وطرائقها.

   خِتامًا، وبعد أن تمّ وضع هذا العَدد بين أيدي المُرَبين كافة، أتمنى أن يكون للمديرين وللمعلّمِات والمعلّمِين، خير جَليس، يفيد ويقنع، ليطبّقَ على أرض الواقع، كما أتمنى للجَميع عامًا دراسيّاً مكلّلَاً بالنجاح .