امتحانٌ في اللُّغةِ العربيَّةِ وآدابِها للصَّفِّ الثَّالثِ الثَّانويِّ (آداب وإنسانيَّات)

د.أمين ألفرد الراميإلى أصحاب الشّأن في حقل التربية والتعليم (من مؤسّسات رسميّة وخاصة)

وإلى الزميلات والزملاء مدرّسي مادّة اللغة العربيّة وآدابها

تحيّة تقدير واحترام

فَإنّنا إذ نضعُ أمامكم هذين النموذجين لصَفَّي التاسع الأساسيّ والثّالث الثّانويّ (آداب وانسانيّات)، في "المجلّة التربويّة" الصّادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء، نَعِدُكُم، وَبِموضوعيّةٍ وتَجَرُّدٍ، أَخذَ ملاحظاتكم وَنَقدِكُم بِعَين الإِعتبار، للعَملِ بها سويًّا ومشاركتكم لنا مسؤوليّةَ مُستوى اللُّغة العربيّةِ عندَ طلَّابِنا وَفي مجتمعِنا اللُّبنانيِّ، لِما فيهِ خَيْرٌ لمُستقبَلِ الأجيالِ الصاعدَةِ. كما نتمنى على كل من هو حريص على لغتِنا الأم أن يُرسل لنا رأيَه لِكي يُنشَر في صفحة بريد القراء.

المدَّةُ: ثلاثُ ساعاتٍ

الحبُّ السَّرْمديُّ

يا حَبِيبِي، أَنتَ كَأْسٌ سَرْمَدِيْ،
كُنتَ لي أَيقونةً في مَعْبَدٍ،
حيْثُ لا أَتْلُوْ صَلاةً، إِنَّما
إِنَّنِي طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عَاشِقٌ
بَاتَتِ الأَحْلامُ تَرْوِي قِصَّةً،
مَا بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ بَلْ وَلَعٌ
لا تَكُنْ أُرْجوحَتي، بلْ قَمَري
رجِّعِ الآهَ دَوِيًّا َصارِخًا


 

صَبَّ فيكَ اللهُ خَمْرَ الأَبَدِ
ذُقتُ فيه عُشْقَ ذاكَ المَعْبَدِ
أَرْتَجِيْ شَوقًا إِليكَ، أَجْتَدِي
لَنْ يَمُوتَ الحبُّ فِيَّ، يَبْتَدِي
كُنْتُ فيها فَرْقَدًا لَمْ يَهْتَدِ
إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتدِي
يَنْتَشِي مِنْ حُبِّنا، أَو يَغْتَدِي
مُخْدَعُ العُشَّاقِ روحُ الأمَدِ

في 13/2/1992 من ديوان الشَّاعر أمين الرامي (الذي لم يُنْشَر بعدُ)

الأسئلة:

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

  1. أدرسْ، وبإِنْشائِكَ الشَّخصيِّ، علاقَةَ العُنوانِ بموضوعِ القصيدةِ. (بين 5 – 7 أسطر).  (علامة ونصف)
  2. قسِّمِ النصَّ إلى أقْسامِهِ الأساسيَّةِ، وحدِّدْها مقترِحًا لِكلِ قسمٍ عنوانًا مناسبًا.  (علامة ونصف)
  3. استخْدَمَ الشَّاعِرُ أكثرَ مِنْ نَمَطٍ، عيِّنْ هذهِ الأنماطَ، مُسْتَعينًا بِشاهِدٍ واحدٍ لكلٍّ مِنْها. (علامة ونصف)
  4. دُلَّ في القصيدةِ على صورتين بَيانِيَّتيْنِ مُتنَوِعَتَيْنِ، واشرحْهُمَا، مبيِّنًا قيمةَ كلٍّ مِنهُما البلاغِيَّةَ. (علامة واحدة)
  5. في القصيدةِ مَلامِحُ رَمزِيَّةٌ ورومَنْطيقيَّةُ، أذْكُرْ مَلْمَحَيْنِ اثْنَيْنِ مَقْرُونَيْنِ بِشاهِدٍ أوْ أكثَرَ، لِكُلٍّ مِنْهُما. (علامة ونصف)
  6. أَعرِب، إعْرابًا نَحوِيًّا ما وُضِعَ خَطٌّ تَحْتَه (المعبدِ، حيرةٌ، لم يهتدِ)، وما بَينَ قَوْسينِ إِعْرابَ جُمَلٍ (تَرْويِ قصةً-  يَعْتَدِي). (علامة واحدة)
  7. قَطِّعِ البَيْتَ الأوَّلَ تَقْطيعًا عَرُوضِيًّا، وَسمِّ بَحْرَهُ، وعيِّنْ قافِيَتَهُ ورَويَّهُ. (علامة واحدة)

ثانيًا: في التَّعبيرِ الكتابِيّ:

                   " ما بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ، بَلْ وَلَعٌ           إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتَدي"

  • توسَّعْ في شَرْحِ مَعانِي هَذا البيت ودَلالاتِها، مُبَيِّنًا كَيْفَ يَكونُ الحُبُّ وَلَعًا ولَيْسَ حَسَدًا، ودوْرَ كلٍّ منهُما في دَيْمومَةِ الحُبِّ أو في مَوْتِه. ابْدِ رَأْيَكَ الخَاصَّ في هذينِ الحَالينِ. (ثماني علامات)

ثالثًا: في الثقافة الأدبية العالميّة:

          يَا مُعَلِّمِي

عَانَيْتُ أَلَمًا هَائِلًا، في مُدَاعَبَةِ أَوْتَارِي، يَا مُعَلِّمِي. إِبْدَأْ غِناءَكَ، لأَنْسَىْ تَعَاسَتِيْ، وفَسِّرْ لي قِيمَةَ الأَسْبَابِ التي جَعلَتْكَ قَاِسيًا حينَ أَوْصَدْتَ قَلْبَكَ دُوْنِي.

أَسْأَلُكَ يَا مُعَلِّمي: لِمَ يَتَمَهَّلُ هذا الليْلُ عِنْدَ بَابي؟ هلاَّ قُلْتَ لَهُ أَنْ يُتابِعَ طَرِيْقَهُ مُنْشِدًا؟ أَسْكِبْ قَلْبَكَ على أَوْتَارِ حيَاتِي، يا مُعَلِّمِي، في موسِيقى تَنْهَمِرُ من نُجُومِكَ.

إشْرَحْ مَضْمونَ هذا النَّشيِد مُحَلِّلًا، ومُبيِّنًا ما فيهِ من صِراعٍ ومُعاناةٍ. (علامتان)

                                                                            طاغور – جنى الثمار- (49)

عَنَاِصُر الإِجاباتِ المُقْتَرحَةُ ومَعاييرُها

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

1- أ- العَلاقَةُ المُعْجَمِيَّةُ من خلالِ إنتشارِ عَناصِرِ حَقلَ الحُّبِ السَّرْمَديِّ على أقْسَامِ النَّصِ بِمُجْمَلِها
(كأْسٌ سَرْمَدِيٌّ- خمرَ الأبَدِ- أَيْقونةً، طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عاشِقٌ...)

   ب - العَلاقَةُ المعنويَّةُ: يعني العنوانُ ديمومةَ الحُبِّ بينَ العاشِقَيْنِ، ومَوضوعُ القَصيدَةِ يدورُ حَوْلَ هذهِ الدَّيْمُومَة.

 فالعنوانُ والموضوعُ يحقِّقانِ هدفَ الشَّاعرِ بسرمديَّةِ حبِّهِ للحَبيبِ.

(ثلاثةُ أرباعِ العلامةِ لكلِّ جزءٍ ) (3/4 ×2 = 1/2 1)

2 – يقسم النَّصُّص إلى ثلاثةِ أقسامٍ اساسيَّةٍ، هي:

     أ -  القِسْمُ الأوَّلُ: الابياتُ : (1، 2، 3)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : وصفُ الحبيب.

     ب - القِسْمُ الثَّاني: الابياتُ : (4 ،5 ،6)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : المُعاناةُ – الرَّجاءُ المُؤَكَّدُ.

    ج -  القِسْمُ الثَّالث: البيتانِ الأخيرانِ : (7 ، 8)

       العنوانُ المُقتَرَحُ له : النَّهيُ والإِصْرارُ.

     (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 3 = 1/2 1)       

3 – الأَنْماطُ: استَخدَمَ الشاعِرُ النَّمَطَ:

    أ - الوَصْفيَّ: الشَّاهدُ (أنتَ كأْسٌ- أيقونةً...)

    ب - السَّرْديَّ: الشَّاهدُ (حيثُ لا أَتلو صلاةً... كنْتُ فيها فَرْقَدًا...)

    ج - الإيعازيَّ: الشَّاهدُ ( لا تَكنْ- رجِّعِ الآهَ...) .

    (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)  (1/2 × 3 = 1/2 1)

4 – جملتانِ إنشائِيَتانِ:

   أ -  في البيْتِ الأوَّلِ: "يا حبيبي..." جملةٌ إنشائيَّةُ، نوعُها: نداءٌ: يُراد منه لفْتُ انتباهِ الآخَرِ لمَكانَتِهِ في قلْبِهِ.

  ب - في البيت السَّابعِ: " لا تَكُنْ أُرْجوحَتِي بلْ قَمَرِي..." جملةٌ إنشائِيَّةٌ، نوعُها: نَهيٌ (طلب) يدلُّ على تَحْذيرٍ من عدمِ الثَّباتِ، فإمَّا الإِخلاصُ والوفاءُ أو الرَّحيلُ فالزَّوالُ.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)   (1/2 × 2 = 1)

5 – صورَتانِ بيانيَّتانِ:

    أ  - تَشبيهٌ: "أَنتَ كأْسٌ سَرْمديّ" هذا التَّشْبيهُ البَليغُ يرْفَعُ من قيمَةِ الحَبيبِ ومَنْزِلتِهِ في قَلبِ الشَّاعِرِ حيثُ يشبِّهُهُ بكأسٍ أَضْحى جُزءًا من حياتِهِ.

   ب - الإِسْتِعارَةُ: "باتَتِ الأحلامُ تروي قصَّةً" استِعارةٌ مكنِيَّةٌ تدُلُّ على أن المُسْتَعارَ مِنهُ أيْ الإنسان هو مَحذوفٌ.

   وأمَّا قيمتها البلاغية فتقومُ على تبيانِ أهمِّيَةِ قصَّةِ هذا الحبِّ السَّرمديِّ الذي أجبرَ الأحلامَ، وهي شيءٌ غيرُ موجودٍ، كي تُصبحَ حقيقةً.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 2 = 1)

6 – في القصيدةِ ملامحُ رمزيَّةٌ ورومنطيقيَّةٌ:

     أ  - من الملامحِ الرمزيَّةِ:

  • تكاثُرُ الرُّموزِ: الكأْسُ السَّرْمديُّ، خمرُ الأبدِ، أيقونةً، الأحلامُ تَرْوِي.
  • الغوصُ إلى الأعماقِ لإكتشافِ غيرِ المأْلوفِ أو المُمَظْهَرِ بالقُشورِ.
  • استحضارُ الشَّاعرِ للحبيب. (من خلالِ ضميرَي المخاطَبِ: أنتَ والكاف).

      ب – من الملامحِ الرومنطيقيَّةِ:

  • عنصرُ العاطِفَةِ: الذَّاتُ المتَألِّمَةُ، الذَوَبانُ والإنْصِهارُ بينَ ذاتَي الحَبيبينِ،(الصلاةُ، والخوفُ والآه).
  • اللجوءُ إلى الينابيعِ الصَّادِقَةِ الصَّافِيةِ الحقيقيَّةِ المُمثِّلَةِ للوجودِ الإنسانيِّ، إلى الطبيعةِ (قمر، فَرْقَد...)
  • الصِّدْقُ والوفاءُ والإخلاصُ والقدرُ: تُمَثِّلُ الآلامَ التي يعيشُها الرومنطيقيُّ مُعتبرًا أنَّها الطريقُ الأمثَلُ إلى التَطهُّرِ من مفاسدِ المجتمعِ ونواميسِهِ. (طوْعٌ، وفيٌّ، عاشِقٌ، الحبُّ القَدَر)

     (علامةٌ واحدةٌ لكلِّ جزءٍ) (1×2 = 2)

7 – المعبدِ: بدلٌ من "ذاك" تابعٌ له في حالةِ الجرِّ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

     لمْ يهتدِ: لمْ: أداةُ جزمٍ تَجْزمُ الفعلَ المُضارعَ. يهتدِ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـِ "لمْ" وعلامَةُ جَزْمِهِ حذْفُ حرفِ العِلَّةِ من آخرهِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مسْتَتِرٌ فيه جوازًا تقديرُه "هو".

     حَيرةٌ:   اسمُ "ما" مؤخَّرٌ، مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ على آخرهِ، والثَّانِيَةُ للتَّنوينِ.

  • جملةُ "تَرْوي قصَّة" جملة فعلية واقعة في محل نصب خبر "باتت".
  • جملة "يعتدي" جُملةٌ فِعليَّةٌ واقعةٌ في محلِّ رفعِ نعتِ سهمٍ. 

 (نصفُ علامةٍ لإعراب المفرداتِ ونصفُ علامةٍ لإعرابِ الجملِ). (1/2 × 2 = 1)

8 - يا حَبيبِي   أنتَ كأسٌ   سرمديّْ

   /°//°/°/   /°//°/°/   /°//°

   فاعلاتن     فاعلاتن     فاعلن

 

صبَّ فيكَ   اللهُ خمرَ  الأبدِ

/°//°/°/   /°//°/°/  / ///°

فاعلاتن    فاعلاتن    فعلن

بحرُه: الرَّمل المجزوءُ

قافيته: رَ لأبد

رويُّه : دِ

(نصفُ علامةٍ لتقطيعِ البيتِ ونصفٌ لتعيينِ اسمِهِ وقافيتِه ورويِّهِ).   (1/2 × 2 = 1)

ثانيًا: في التَّعْبيرِ الكتابِيِّ:

المقدّمة:

 حياةُ الإنسانِ مجموعَةُ مشاعرَ...

هلِ الحيرةُ عاهةٌ أم موقِفٌ؟ (نصف علامة)

وهلِ الوَلَعُ واقِعٌ أم تَطرُّفٌ؟ (نصف علامة)

صلبُ الموضوعِ:

التَّربيَةُ: تنميةٌ للعقلِ وللمشاعرِ ومَشْروعُ زرعٍ ينتظِرُ الحَصادَ.

الحَيرةُ:   ممَّ تأتِي الحيرةُ؟

لماذا تترُكُ أثرَها في أسلوبِ الإنسانِ وتَصرُّفاتِهِ؟

وما دورُها في عَلاقتِه مع الآخرينَ. (علامة ونصف)

الوَلَعُ : شعورٌ يُظْهِرُ تَعلُّقَ الإنسانِ وانخطافَهُ نحوَ الآخرِ.

ممَّ تتكوَّنُ عناصِرُه المباشرةُ وغيرُ المباشرةِ؟

هل الوَلَعُ شعورٌ سلبيٌّ أم إيجابيٌّ؟

وما دورُهْ  في مُيولِهِ وأهوائِهِ وعلاقَتِهِ معِ الآخرينَ؟ (علامة ونصف)

الخاتمةُ:  

* المقارنةُ بينَ الحَيْرةِ والوَلَع.

* إذا كانتِ الحَيْرَةُ حالةً فكريَّةً مُضْطَرِبَةً والوَلَعُ شُعورًا متطرِّفًا، فما علاقَةُ الحسَدِ بهِما؟

  1.  يجمعُ الحسدُ بينَ الحيرةِ والولَعِ، أمْ يفرِّقُ بينَهما.
  2. مشاعرُ الإنسانِ ورُودٌ بينَ أشواكِ الحياةِ ومصاعِبِها. فَلْتكُنْ شخصيَّةُ الإنسانِ تناغُمًا ما بينَ قراراتِ العقلِ ودقّاتِ قلبِهِ. (علامة ونصف)

ثالثًا: في الثَّقَافَةِ الأدبيَّةِ العالميَّة:

  • الشَّاعرُ يعيشُ مُعاناةً ناجِمةً عن سَعْيِهِ وراءَ الرُؤيَةِ الحقيقيَّةِ في الرُّوحِ.
  • المُوسيقى وَسيلةُ الخلاصِ من مُعاناتِهِ.
  • يَهْتدِي بها الإنسانُ بعدَ غَرقِهِ في مَفاسِدِ الحَياةِ وأوْحالِها.
  • يُناشِدُ الشَّاعِرُ اللهَ ليُعينَهُ على الخروجِ من الأهواءِ والنَّزواتِ الحياتيَّةِ المادِيَّةِ، ليدخُلَ في عالمِهِ نقيًّا.
  • إنَّ روحَ الإيمانِ يدعُوه إلى نسيانِ الماضِي والسَّيْرِ في تَوْبَةِ الحاضرِ للذَّوبانِ في الفرحِ الكونيِّ في قلبِ اللهِ. (علامتان)

ملاحظةٌ: يُحْسمُ ثلثُ العلامةِ النهائيَّةِ بسببِ القصورِ اللُّغويِّ الفاضِحِ الذي يرتَكِبُهُ الطَّالِبُ.

امتحانٌ في اللُّغةِ العربيَّةِ وآدابِها للصَّفِّ الثَّالثِ الثَّانويِّ (آداب وإنسانيَّات)

د.أمين ألفرد الراميإلى أصحاب الشّأن في حقل التربية والتعليم (من مؤسّسات رسميّة وخاصة)

وإلى الزميلات والزملاء مدرّسي مادّة اللغة العربيّة وآدابها

تحيّة تقدير واحترام

فَإنّنا إذ نضعُ أمامكم هذين النموذجين لصَفَّي التاسع الأساسيّ والثّالث الثّانويّ (آداب وانسانيّات)، في "المجلّة التربويّة" الصّادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء، نَعِدُكُم، وَبِموضوعيّةٍ وتَجَرُّدٍ، أَخذَ ملاحظاتكم وَنَقدِكُم بِعَين الإِعتبار، للعَملِ بها سويًّا ومشاركتكم لنا مسؤوليّةَ مُستوى اللُّغة العربيّةِ عندَ طلَّابِنا وَفي مجتمعِنا اللُّبنانيِّ، لِما فيهِ خَيْرٌ لمُستقبَلِ الأجيالِ الصاعدَةِ. كما نتمنى على كل من هو حريص على لغتِنا الأم أن يُرسل لنا رأيَه لِكي يُنشَر في صفحة بريد القراء.

المدَّةُ: ثلاثُ ساعاتٍ

الحبُّ السَّرْمديُّ

يا حَبِيبِي، أَنتَ كَأْسٌ سَرْمَدِيْ،
كُنتَ لي أَيقونةً في مَعْبَدٍ،
حيْثُ لا أَتْلُوْ صَلاةً، إِنَّما
إِنَّنِي طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عَاشِقٌ
بَاتَتِ الأَحْلامُ تَرْوِي قِصَّةً،
مَا بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ بَلْ وَلَعٌ
لا تَكُنْ أُرْجوحَتي، بلْ قَمَري
رجِّعِ الآهَ دَوِيًّا َصارِخًا


 

صَبَّ فيكَ اللهُ خَمْرَ الأَبَدِ
ذُقتُ فيه عُشْقَ ذاكَ المَعْبَدِ
أَرْتَجِيْ شَوقًا إِليكَ، أَجْتَدِي
لَنْ يَمُوتَ الحبُّ فِيَّ، يَبْتَدِي
كُنْتُ فيها فَرْقَدًا لَمْ يَهْتَدِ
إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتدِي
يَنْتَشِي مِنْ حُبِّنا، أَو يَغْتَدِي
مُخْدَعُ العُشَّاقِ روحُ الأمَدِ

في 13/2/1992 من ديوان الشَّاعر أمين الرامي (الذي لم يُنْشَر بعدُ)

الأسئلة:

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

  1. أدرسْ، وبإِنْشائِكَ الشَّخصيِّ، علاقَةَ العُنوانِ بموضوعِ القصيدةِ. (بين 5 – 7 أسطر).  (علامة ونصف)
  2. قسِّمِ النصَّ إلى أقْسامِهِ الأساسيَّةِ، وحدِّدْها مقترِحًا لِكلِ قسمٍ عنوانًا مناسبًا.  (علامة ونصف)
  3. استخْدَمَ الشَّاعِرُ أكثرَ مِنْ نَمَطٍ، عيِّنْ هذهِ الأنماطَ، مُسْتَعينًا بِشاهِدٍ واحدٍ لكلٍّ مِنْها. (علامة ونصف)
  4. دُلَّ في القصيدةِ على صورتين بَيانِيَّتيْنِ مُتنَوِعَتَيْنِ، واشرحْهُمَا، مبيِّنًا قيمةَ كلٍّ مِنهُما البلاغِيَّةَ. (علامة واحدة)
  5. في القصيدةِ مَلامِحُ رَمزِيَّةٌ ورومَنْطيقيَّةُ، أذْكُرْ مَلْمَحَيْنِ اثْنَيْنِ مَقْرُونَيْنِ بِشاهِدٍ أوْ أكثَرَ، لِكُلٍّ مِنْهُما. (علامة ونصف)
  6. أَعرِب، إعْرابًا نَحوِيًّا ما وُضِعَ خَطٌّ تَحْتَه (المعبدِ، حيرةٌ، لم يهتدِ)، وما بَينَ قَوْسينِ إِعْرابَ جُمَلٍ (تَرْويِ قصةً-  يَعْتَدِي). (علامة واحدة)
  7. قَطِّعِ البَيْتَ الأوَّلَ تَقْطيعًا عَرُوضِيًّا، وَسمِّ بَحْرَهُ، وعيِّنْ قافِيَتَهُ ورَويَّهُ. (علامة واحدة)

ثانيًا: في التَّعبيرِ الكتابِيّ:

                   " ما بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ، بَلْ وَلَعٌ           إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتَدي"

  • توسَّعْ في شَرْحِ مَعانِي هَذا البيت ودَلالاتِها، مُبَيِّنًا كَيْفَ يَكونُ الحُبُّ وَلَعًا ولَيْسَ حَسَدًا، ودوْرَ كلٍّ منهُما في دَيْمومَةِ الحُبِّ أو في مَوْتِه. ابْدِ رَأْيَكَ الخَاصَّ في هذينِ الحَالينِ. (ثماني علامات)

ثالثًا: في الثقافة الأدبية العالميّة:

          يَا مُعَلِّمِي

عَانَيْتُ أَلَمًا هَائِلًا، في مُدَاعَبَةِ أَوْتَارِي، يَا مُعَلِّمِي. إِبْدَأْ غِناءَكَ، لأَنْسَىْ تَعَاسَتِيْ، وفَسِّرْ لي قِيمَةَ الأَسْبَابِ التي جَعلَتْكَ قَاِسيًا حينَ أَوْصَدْتَ قَلْبَكَ دُوْنِي.

أَسْأَلُكَ يَا مُعَلِّمي: لِمَ يَتَمَهَّلُ هذا الليْلُ عِنْدَ بَابي؟ هلاَّ قُلْتَ لَهُ أَنْ يُتابِعَ طَرِيْقَهُ مُنْشِدًا؟ أَسْكِبْ قَلْبَكَ على أَوْتَارِ حيَاتِي، يا مُعَلِّمِي، في موسِيقى تَنْهَمِرُ من نُجُومِكَ.

إشْرَحْ مَضْمونَ هذا النَّشيِد مُحَلِّلًا، ومُبيِّنًا ما فيهِ من صِراعٍ ومُعاناةٍ. (علامتان)

                                                                            طاغور – جنى الثمار- (49)

عَنَاِصُر الإِجاباتِ المُقْتَرحَةُ ومَعاييرُها

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

1- أ- العَلاقَةُ المُعْجَمِيَّةُ من خلالِ إنتشارِ عَناصِرِ حَقلَ الحُّبِ السَّرْمَديِّ على أقْسَامِ النَّصِ بِمُجْمَلِها
(كأْسٌ سَرْمَدِيٌّ- خمرَ الأبَدِ- أَيْقونةً، طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عاشِقٌ...)

   ب - العَلاقَةُ المعنويَّةُ: يعني العنوانُ ديمومةَ الحُبِّ بينَ العاشِقَيْنِ، ومَوضوعُ القَصيدَةِ يدورُ حَوْلَ هذهِ الدَّيْمُومَة.

 فالعنوانُ والموضوعُ يحقِّقانِ هدفَ الشَّاعرِ بسرمديَّةِ حبِّهِ للحَبيبِ.

(ثلاثةُ أرباعِ العلامةِ لكلِّ جزءٍ ) (3/4 ×2 = 1/2 1)

2 – يقسم النَّصُّص إلى ثلاثةِ أقسامٍ اساسيَّةٍ، هي:

     أ -  القِسْمُ الأوَّلُ: الابياتُ : (1، 2، 3)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : وصفُ الحبيب.

     ب - القِسْمُ الثَّاني: الابياتُ : (4 ،5 ،6)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : المُعاناةُ – الرَّجاءُ المُؤَكَّدُ.

    ج -  القِسْمُ الثَّالث: البيتانِ الأخيرانِ : (7 ، 8)

       العنوانُ المُقتَرَحُ له : النَّهيُ والإِصْرارُ.

     (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 3 = 1/2 1)       

3 – الأَنْماطُ: استَخدَمَ الشاعِرُ النَّمَطَ:

    أ - الوَصْفيَّ: الشَّاهدُ (أنتَ كأْسٌ- أيقونةً...)

    ب - السَّرْديَّ: الشَّاهدُ (حيثُ لا أَتلو صلاةً... كنْتُ فيها فَرْقَدًا...)

    ج - الإيعازيَّ: الشَّاهدُ ( لا تَكنْ- رجِّعِ الآهَ...) .

    (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)  (1/2 × 3 = 1/2 1)

4 – جملتانِ إنشائِيَتانِ:

   أ -  في البيْتِ الأوَّلِ: "يا حبيبي..." جملةٌ إنشائيَّةُ، نوعُها: نداءٌ: يُراد منه لفْتُ انتباهِ الآخَرِ لمَكانَتِهِ في قلْبِهِ.

  ب - في البيت السَّابعِ: " لا تَكُنْ أُرْجوحَتِي بلْ قَمَرِي..." جملةٌ إنشائِيَّةٌ، نوعُها: نَهيٌ (طلب) يدلُّ على تَحْذيرٍ من عدمِ الثَّباتِ، فإمَّا الإِخلاصُ والوفاءُ أو الرَّحيلُ فالزَّوالُ.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)   (1/2 × 2 = 1)

5 – صورَتانِ بيانيَّتانِ:

    أ  - تَشبيهٌ: "أَنتَ كأْسٌ سَرْمديّ" هذا التَّشْبيهُ البَليغُ يرْفَعُ من قيمَةِ الحَبيبِ ومَنْزِلتِهِ في قَلبِ الشَّاعِرِ حيثُ يشبِّهُهُ بكأسٍ أَضْحى جُزءًا من حياتِهِ.

   ب - الإِسْتِعارَةُ: "باتَتِ الأحلامُ تروي قصَّةً" استِعارةٌ مكنِيَّةٌ تدُلُّ على أن المُسْتَعارَ مِنهُ أيْ الإنسان هو مَحذوفٌ.

   وأمَّا قيمتها البلاغية فتقومُ على تبيانِ أهمِّيَةِ قصَّةِ هذا الحبِّ السَّرمديِّ الذي أجبرَ الأحلامَ، وهي شيءٌ غيرُ موجودٍ، كي تُصبحَ حقيقةً.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 2 = 1)

6 – في القصيدةِ ملامحُ رمزيَّةٌ ورومنطيقيَّةٌ:

     أ  - من الملامحِ الرمزيَّةِ:

  • تكاثُرُ الرُّموزِ: الكأْسُ السَّرْمديُّ، خمرُ الأبدِ، أيقونةً، الأحلامُ تَرْوِي.
  • الغوصُ إلى الأعماقِ لإكتشافِ غيرِ المأْلوفِ أو المُمَظْهَرِ بالقُشورِ.
  • استحضارُ الشَّاعرِ للحبيب. (من خلالِ ضميرَي المخاطَبِ: أنتَ والكاف).

      ب – من الملامحِ الرومنطيقيَّةِ:

  • عنصرُ العاطِفَةِ: الذَّاتُ المتَألِّمَةُ، الذَوَبانُ والإنْصِهارُ بينَ ذاتَي الحَبيبينِ،(الصلاةُ، والخوفُ والآه).
  • اللجوءُ إلى الينابيعِ الصَّادِقَةِ الصَّافِيةِ الحقيقيَّةِ المُمثِّلَةِ للوجودِ الإنسانيِّ، إلى الطبيعةِ (قمر، فَرْقَد...)
  • الصِّدْقُ والوفاءُ والإخلاصُ والقدرُ: تُمَثِّلُ الآلامَ التي يعيشُها الرومنطيقيُّ مُعتبرًا أنَّها الطريقُ الأمثَلُ إلى التَطهُّرِ من مفاسدِ المجتمعِ ونواميسِهِ. (طوْعٌ، وفيٌّ، عاشِقٌ، الحبُّ القَدَر)

     (علامةٌ واحدةٌ لكلِّ جزءٍ) (1×2 = 2)

7 – المعبدِ: بدلٌ من "ذاك" تابعٌ له في حالةِ الجرِّ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

     لمْ يهتدِ: لمْ: أداةُ جزمٍ تَجْزمُ الفعلَ المُضارعَ. يهتدِ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـِ "لمْ" وعلامَةُ جَزْمِهِ حذْفُ حرفِ العِلَّةِ من آخرهِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مسْتَتِرٌ فيه جوازًا تقديرُه "هو".

     حَيرةٌ:   اسمُ "ما" مؤخَّرٌ، مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ على آخرهِ، والثَّانِيَةُ للتَّنوينِ.

  • جملةُ "تَرْوي قصَّة" جملة فعلية واقعة في محل نصب خبر "باتت".
  • جملة "يعتدي" جُملةٌ فِعليَّةٌ واقعةٌ في محلِّ رفعِ نعتِ سهمٍ. 

 (نصفُ علامةٍ لإعراب المفرداتِ ونصفُ علامةٍ لإعرابِ الجملِ). (1/2 × 2 = 1)

8 - يا حَبيبِي   أنتَ كأسٌ   سرمديّْ

   /°//°/°/   /°//°/°/   /°//°

   فاعلاتن     فاعلاتن     فاعلن

 

صبَّ فيكَ   اللهُ خمرَ  الأبدِ

/°//°/°/   /°//°/°/  / ///°

فاعلاتن    فاعلاتن    فعلن

بحرُه: الرَّمل المجزوءُ

قافيته: رَ لأبد

رويُّه : دِ

(نصفُ علامةٍ لتقطيعِ البيتِ ونصفٌ لتعيينِ اسمِهِ وقافيتِه ورويِّهِ).   (1/2 × 2 = 1)

ثانيًا: في التَّعْبيرِ الكتابِيِّ:

المقدّمة:

 حياةُ الإنسانِ مجموعَةُ مشاعرَ...

هلِ الحيرةُ عاهةٌ أم موقِفٌ؟ (نصف علامة)

وهلِ الوَلَعُ واقِعٌ أم تَطرُّفٌ؟ (نصف علامة)

صلبُ الموضوعِ:

التَّربيَةُ: تنميةٌ للعقلِ وللمشاعرِ ومَشْروعُ زرعٍ ينتظِرُ الحَصادَ.

الحَيرةُ:   ممَّ تأتِي الحيرةُ؟

لماذا تترُكُ أثرَها في أسلوبِ الإنسانِ وتَصرُّفاتِهِ؟

وما دورُها في عَلاقتِه مع الآخرينَ. (علامة ونصف)

الوَلَعُ : شعورٌ يُظْهِرُ تَعلُّقَ الإنسانِ وانخطافَهُ نحوَ الآخرِ.

ممَّ تتكوَّنُ عناصِرُه المباشرةُ وغيرُ المباشرةِ؟

هل الوَلَعُ شعورٌ سلبيٌّ أم إيجابيٌّ؟

وما دورُهْ  في مُيولِهِ وأهوائِهِ وعلاقَتِهِ معِ الآخرينَ؟ (علامة ونصف)

الخاتمةُ:  

* المقارنةُ بينَ الحَيْرةِ والوَلَع.

* إذا كانتِ الحَيْرَةُ حالةً فكريَّةً مُضْطَرِبَةً والوَلَعُ شُعورًا متطرِّفًا، فما علاقَةُ الحسَدِ بهِما؟

  1.  يجمعُ الحسدُ بينَ الحيرةِ والولَعِ، أمْ يفرِّقُ بينَهما.
  2. مشاعرُ الإنسانِ ورُودٌ بينَ أشواكِ الحياةِ ومصاعِبِها. فَلْتكُنْ شخصيَّةُ الإنسانِ تناغُمًا ما بينَ قراراتِ العقلِ ودقّاتِ قلبِهِ. (علامة ونصف)

ثالثًا: في الثَّقَافَةِ الأدبيَّةِ العالميَّة:

  • الشَّاعرُ يعيشُ مُعاناةً ناجِمةً عن سَعْيِهِ وراءَ الرُؤيَةِ الحقيقيَّةِ في الرُّوحِ.
  • المُوسيقى وَسيلةُ الخلاصِ من مُعاناتِهِ.
  • يَهْتدِي بها الإنسانُ بعدَ غَرقِهِ في مَفاسِدِ الحَياةِ وأوْحالِها.
  • يُناشِدُ الشَّاعِرُ اللهَ ليُعينَهُ على الخروجِ من الأهواءِ والنَّزواتِ الحياتيَّةِ المادِيَّةِ، ليدخُلَ في عالمِهِ نقيًّا.
  • إنَّ روحَ الإيمانِ يدعُوه إلى نسيانِ الماضِي والسَّيْرِ في تَوْبَةِ الحاضرِ للذَّوبانِ في الفرحِ الكونيِّ في قلبِ اللهِ. (علامتان)

ملاحظةٌ: يُحْسمُ ثلثُ العلامةِ النهائيَّةِ بسببِ القصورِ اللُّغويِّ الفاضِحِ الذي يرتَكِبُهُ الطَّالِبُ.

امتحانٌ في اللُّغةِ العربيَّةِ وآدابِها للصَّفِّ الثَّالثِ الثَّانويِّ (آداب وإنسانيَّات)

د.أمين ألفرد الراميإلى أصحاب الشّأن في حقل التربية والتعليم (من مؤسّسات رسميّة وخاصة)

وإلى الزميلات والزملاء مدرّسي مادّة اللغة العربيّة وآدابها

تحيّة تقدير واحترام

فَإنّنا إذ نضعُ أمامكم هذين النموذجين لصَفَّي التاسع الأساسيّ والثّالث الثّانويّ (آداب وانسانيّات)، في "المجلّة التربويّة" الصّادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء، نَعِدُكُم، وَبِموضوعيّةٍ وتَجَرُّدٍ، أَخذَ ملاحظاتكم وَنَقدِكُم بِعَين الإِعتبار، للعَملِ بها سويًّا ومشاركتكم لنا مسؤوليّةَ مُستوى اللُّغة العربيّةِ عندَ طلَّابِنا وَفي مجتمعِنا اللُّبنانيِّ، لِما فيهِ خَيْرٌ لمُستقبَلِ الأجيالِ الصاعدَةِ. كما نتمنى على كل من هو حريص على لغتِنا الأم أن يُرسل لنا رأيَه لِكي يُنشَر في صفحة بريد القراء.

المدَّةُ: ثلاثُ ساعاتٍ

الحبُّ السَّرْمديُّ

يا حَبِيبِي، أَنتَ كَأْسٌ سَرْمَدِيْ،
كُنتَ لي أَيقونةً في مَعْبَدٍ،
حيْثُ لا أَتْلُوْ صَلاةً، إِنَّما
إِنَّنِي طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عَاشِقٌ
بَاتَتِ الأَحْلامُ تَرْوِي قِصَّةً،
مَا بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ بَلْ وَلَعٌ
لا تَكُنْ أُرْجوحَتي، بلْ قَمَري
رجِّعِ الآهَ دَوِيًّا َصارِخًا


 

صَبَّ فيكَ اللهُ خَمْرَ الأَبَدِ
ذُقتُ فيه عُشْقَ ذاكَ المَعْبَدِ
أَرْتَجِيْ شَوقًا إِليكَ، أَجْتَدِي
لَنْ يَمُوتَ الحبُّ فِيَّ، يَبْتَدِي
كُنْتُ فيها فَرْقَدًا لَمْ يَهْتَدِ
إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتدِي
يَنْتَشِي مِنْ حُبِّنا، أَو يَغْتَدِي
مُخْدَعُ العُشَّاقِ روحُ الأمَدِ

في 13/2/1992 من ديوان الشَّاعر أمين الرامي (الذي لم يُنْشَر بعدُ)

الأسئلة:

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

  1. أدرسْ، وبإِنْشائِكَ الشَّخصيِّ، علاقَةَ العُنوانِ بموضوعِ القصيدةِ. (بين 5 – 7 أسطر).  (علامة ونصف)
  2. قسِّمِ النصَّ إلى أقْسامِهِ الأساسيَّةِ، وحدِّدْها مقترِحًا لِكلِ قسمٍ عنوانًا مناسبًا.  (علامة ونصف)
  3. استخْدَمَ الشَّاعِرُ أكثرَ مِنْ نَمَطٍ، عيِّنْ هذهِ الأنماطَ، مُسْتَعينًا بِشاهِدٍ واحدٍ لكلٍّ مِنْها. (علامة ونصف)
  4. دُلَّ في القصيدةِ على صورتين بَيانِيَّتيْنِ مُتنَوِعَتَيْنِ، واشرحْهُمَا، مبيِّنًا قيمةَ كلٍّ مِنهُما البلاغِيَّةَ. (علامة واحدة)
  5. في القصيدةِ مَلامِحُ رَمزِيَّةٌ ورومَنْطيقيَّةُ، أذْكُرْ مَلْمَحَيْنِ اثْنَيْنِ مَقْرُونَيْنِ بِشاهِدٍ أوْ أكثَرَ، لِكُلٍّ مِنْهُما. (علامة ونصف)
  6. أَعرِب، إعْرابًا نَحوِيًّا ما وُضِعَ خَطٌّ تَحْتَه (المعبدِ، حيرةٌ، لم يهتدِ)، وما بَينَ قَوْسينِ إِعْرابَ جُمَلٍ (تَرْويِ قصةً-  يَعْتَدِي). (علامة واحدة)
  7. قَطِّعِ البَيْتَ الأوَّلَ تَقْطيعًا عَرُوضِيًّا، وَسمِّ بَحْرَهُ، وعيِّنْ قافِيَتَهُ ورَويَّهُ. (علامة واحدة)

ثانيًا: في التَّعبيرِ الكتابِيّ:

                   " ما بِقَلْبِيْ حَيْرَةٌ، بَلْ وَلَعٌ           إِنَّ قَلْبَ الحِقْدِ سَهْمٌ يَعْتَدي"

  • توسَّعْ في شَرْحِ مَعانِي هَذا البيت ودَلالاتِها، مُبَيِّنًا كَيْفَ يَكونُ الحُبُّ وَلَعًا ولَيْسَ حَسَدًا، ودوْرَ كلٍّ منهُما في دَيْمومَةِ الحُبِّ أو في مَوْتِه. ابْدِ رَأْيَكَ الخَاصَّ في هذينِ الحَالينِ. (ثماني علامات)

ثالثًا: في الثقافة الأدبية العالميّة:

          يَا مُعَلِّمِي

عَانَيْتُ أَلَمًا هَائِلًا، في مُدَاعَبَةِ أَوْتَارِي، يَا مُعَلِّمِي. إِبْدَأْ غِناءَكَ، لأَنْسَىْ تَعَاسَتِيْ، وفَسِّرْ لي قِيمَةَ الأَسْبَابِ التي جَعلَتْكَ قَاِسيًا حينَ أَوْصَدْتَ قَلْبَكَ دُوْنِي.

أَسْأَلُكَ يَا مُعَلِّمي: لِمَ يَتَمَهَّلُ هذا الليْلُ عِنْدَ بَابي؟ هلاَّ قُلْتَ لَهُ أَنْ يُتابِعَ طَرِيْقَهُ مُنْشِدًا؟ أَسْكِبْ قَلْبَكَ على أَوْتَارِ حيَاتِي، يا مُعَلِّمِي، في موسِيقى تَنْهَمِرُ من نُجُومِكَ.

إشْرَحْ مَضْمونَ هذا النَّشيِد مُحَلِّلًا، ومُبيِّنًا ما فيهِ من صِراعٍ ومُعاناةٍ. (علامتان)

                                                                            طاغور – جنى الثمار- (49)

عَنَاِصُر الإِجاباتِ المُقْتَرحَةُ ومَعاييرُها

أولاً: في الفَهْمِ والتَّحْليل:

1- أ- العَلاقَةُ المُعْجَمِيَّةُ من خلالِ إنتشارِ عَناصِرِ حَقلَ الحُّبِ السَّرْمَديِّ على أقْسَامِ النَّصِ بِمُجْمَلِها
(كأْسٌ سَرْمَدِيٌّ- خمرَ الأبَدِ- أَيْقونةً، طَوْعٌ، وَفِيٌّ، عاشِقٌ...)

   ب - العَلاقَةُ المعنويَّةُ: يعني العنوانُ ديمومةَ الحُبِّ بينَ العاشِقَيْنِ، ومَوضوعُ القَصيدَةِ يدورُ حَوْلَ هذهِ الدَّيْمُومَة.

 فالعنوانُ والموضوعُ يحقِّقانِ هدفَ الشَّاعرِ بسرمديَّةِ حبِّهِ للحَبيبِ.

(ثلاثةُ أرباعِ العلامةِ لكلِّ جزءٍ ) (3/4 ×2 = 1/2 1)

2 – يقسم النَّصُّص إلى ثلاثةِ أقسامٍ اساسيَّةٍ، هي:

     أ -  القِسْمُ الأوَّلُ: الابياتُ : (1، 2، 3)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : وصفُ الحبيب.

     ب - القِسْمُ الثَّاني: الابياتُ : (4 ،5 ،6)

           العنوانُ المُقتَرَحُ له : المُعاناةُ – الرَّجاءُ المُؤَكَّدُ.

    ج -  القِسْمُ الثَّالث: البيتانِ الأخيرانِ : (7 ، 8)

       العنوانُ المُقتَرَحُ له : النَّهيُ والإِصْرارُ.

     (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 3 = 1/2 1)       

3 – الأَنْماطُ: استَخدَمَ الشاعِرُ النَّمَطَ:

    أ - الوَصْفيَّ: الشَّاهدُ (أنتَ كأْسٌ- أيقونةً...)

    ب - السَّرْديَّ: الشَّاهدُ (حيثُ لا أَتلو صلاةً... كنْتُ فيها فَرْقَدًا...)

    ج - الإيعازيَّ: الشَّاهدُ ( لا تَكنْ- رجِّعِ الآهَ...) .

    (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)  (1/2 × 3 = 1/2 1)

4 – جملتانِ إنشائِيَتانِ:

   أ -  في البيْتِ الأوَّلِ: "يا حبيبي..." جملةٌ إنشائيَّةُ، نوعُها: نداءٌ: يُراد منه لفْتُ انتباهِ الآخَرِ لمَكانَتِهِ في قلْبِهِ.

  ب - في البيت السَّابعِ: " لا تَكُنْ أُرْجوحَتِي بلْ قَمَرِي..." جملةٌ إنشائِيَّةٌ، نوعُها: نَهيٌ (طلب) يدلُّ على تَحْذيرٍ من عدمِ الثَّباتِ، فإمَّا الإِخلاصُ والوفاءُ أو الرَّحيلُ فالزَّوالُ.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ)   (1/2 × 2 = 1)

5 – صورَتانِ بيانيَّتانِ:

    أ  - تَشبيهٌ: "أَنتَ كأْسٌ سَرْمديّ" هذا التَّشْبيهُ البَليغُ يرْفَعُ من قيمَةِ الحَبيبِ ومَنْزِلتِهِ في قَلبِ الشَّاعِرِ حيثُ يشبِّهُهُ بكأسٍ أَضْحى جُزءًا من حياتِهِ.

   ب - الإِسْتِعارَةُ: "باتَتِ الأحلامُ تروي قصَّةً" استِعارةٌ مكنِيَّةٌ تدُلُّ على أن المُسْتَعارَ مِنهُ أيْ الإنسان هو مَحذوفٌ.

   وأمَّا قيمتها البلاغية فتقومُ على تبيانِ أهمِّيَةِ قصَّةِ هذا الحبِّ السَّرمديِّ الذي أجبرَ الأحلامَ، وهي شيءٌ غيرُ موجودٍ، كي تُصبحَ حقيقةً.

  (نِصْفُ علامةٍ لكلِّ قسمٍ) (1/2 × 2 = 1)

6 – في القصيدةِ ملامحُ رمزيَّةٌ ورومنطيقيَّةٌ:

     أ  - من الملامحِ الرمزيَّةِ:

  • تكاثُرُ الرُّموزِ: الكأْسُ السَّرْمديُّ، خمرُ الأبدِ، أيقونةً، الأحلامُ تَرْوِي.
  • الغوصُ إلى الأعماقِ لإكتشافِ غيرِ المأْلوفِ أو المُمَظْهَرِ بالقُشورِ.
  • استحضارُ الشَّاعرِ للحبيب. (من خلالِ ضميرَي المخاطَبِ: أنتَ والكاف).

      ب – من الملامحِ الرومنطيقيَّةِ:

  • عنصرُ العاطِفَةِ: الذَّاتُ المتَألِّمَةُ، الذَوَبانُ والإنْصِهارُ بينَ ذاتَي الحَبيبينِ،(الصلاةُ، والخوفُ والآه).
  • اللجوءُ إلى الينابيعِ الصَّادِقَةِ الصَّافِيةِ الحقيقيَّةِ المُمثِّلَةِ للوجودِ الإنسانيِّ، إلى الطبيعةِ (قمر، فَرْقَد...)
  • الصِّدْقُ والوفاءُ والإخلاصُ والقدرُ: تُمَثِّلُ الآلامَ التي يعيشُها الرومنطيقيُّ مُعتبرًا أنَّها الطريقُ الأمثَلُ إلى التَطهُّرِ من مفاسدِ المجتمعِ ونواميسِهِ. (طوْعٌ، وفيٌّ، عاشِقٌ، الحبُّ القَدَر)

     (علامةٌ واحدةٌ لكلِّ جزءٍ) (1×2 = 2)

7 – المعبدِ: بدلٌ من "ذاك" تابعٌ له في حالةِ الجرِّ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

     لمْ يهتدِ: لمْ: أداةُ جزمٍ تَجْزمُ الفعلَ المُضارعَ. يهتدِ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـِ "لمْ" وعلامَةُ جَزْمِهِ حذْفُ حرفِ العِلَّةِ من آخرهِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مسْتَتِرٌ فيه جوازًا تقديرُه "هو".

     حَيرةٌ:   اسمُ "ما" مؤخَّرٌ، مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ على آخرهِ، والثَّانِيَةُ للتَّنوينِ.

  • جملةُ "تَرْوي قصَّة" جملة فعلية واقعة في محل نصب خبر "باتت".
  • جملة "يعتدي" جُملةٌ فِعليَّةٌ واقعةٌ في محلِّ رفعِ نعتِ سهمٍ. 

 (نصفُ علامةٍ لإعراب المفرداتِ ونصفُ علامةٍ لإعرابِ الجملِ). (1/2 × 2 = 1)

8 - يا حَبيبِي   أنتَ كأسٌ   سرمديّْ

   /°//°/°/   /°//°/°/   /°//°

   فاعلاتن     فاعلاتن     فاعلن

 

صبَّ فيكَ   اللهُ خمرَ  الأبدِ

/°//°/°/   /°//°/°/  / ///°

فاعلاتن    فاعلاتن    فعلن

بحرُه: الرَّمل المجزوءُ

قافيته: رَ لأبد

رويُّه : دِ

(نصفُ علامةٍ لتقطيعِ البيتِ ونصفٌ لتعيينِ اسمِهِ وقافيتِه ورويِّهِ).   (1/2 × 2 = 1)

ثانيًا: في التَّعْبيرِ الكتابِيِّ:

المقدّمة:

 حياةُ الإنسانِ مجموعَةُ مشاعرَ...

هلِ الحيرةُ عاهةٌ أم موقِفٌ؟ (نصف علامة)

وهلِ الوَلَعُ واقِعٌ أم تَطرُّفٌ؟ (نصف علامة)

صلبُ الموضوعِ:

التَّربيَةُ: تنميةٌ للعقلِ وللمشاعرِ ومَشْروعُ زرعٍ ينتظِرُ الحَصادَ.

الحَيرةُ:   ممَّ تأتِي الحيرةُ؟

لماذا تترُكُ أثرَها في أسلوبِ الإنسانِ وتَصرُّفاتِهِ؟

وما دورُها في عَلاقتِه مع الآخرينَ. (علامة ونصف)

الوَلَعُ : شعورٌ يُظْهِرُ تَعلُّقَ الإنسانِ وانخطافَهُ نحوَ الآخرِ.

ممَّ تتكوَّنُ عناصِرُه المباشرةُ وغيرُ المباشرةِ؟

هل الوَلَعُ شعورٌ سلبيٌّ أم إيجابيٌّ؟

وما دورُهْ  في مُيولِهِ وأهوائِهِ وعلاقَتِهِ معِ الآخرينَ؟ (علامة ونصف)

الخاتمةُ:  

* المقارنةُ بينَ الحَيْرةِ والوَلَع.

* إذا كانتِ الحَيْرَةُ حالةً فكريَّةً مُضْطَرِبَةً والوَلَعُ شُعورًا متطرِّفًا، فما علاقَةُ الحسَدِ بهِما؟

  1.  يجمعُ الحسدُ بينَ الحيرةِ والولَعِ، أمْ يفرِّقُ بينَهما.
  2. مشاعرُ الإنسانِ ورُودٌ بينَ أشواكِ الحياةِ ومصاعِبِها. فَلْتكُنْ شخصيَّةُ الإنسانِ تناغُمًا ما بينَ قراراتِ العقلِ ودقّاتِ قلبِهِ. (علامة ونصف)

ثالثًا: في الثَّقَافَةِ الأدبيَّةِ العالميَّة:

  • الشَّاعرُ يعيشُ مُعاناةً ناجِمةً عن سَعْيِهِ وراءَ الرُؤيَةِ الحقيقيَّةِ في الرُّوحِ.
  • المُوسيقى وَسيلةُ الخلاصِ من مُعاناتِهِ.
  • يَهْتدِي بها الإنسانُ بعدَ غَرقِهِ في مَفاسِدِ الحَياةِ وأوْحالِها.
  • يُناشِدُ الشَّاعِرُ اللهَ ليُعينَهُ على الخروجِ من الأهواءِ والنَّزواتِ الحياتيَّةِ المادِيَّةِ، ليدخُلَ في عالمِهِ نقيًّا.
  • إنَّ روحَ الإيمانِ يدعُوه إلى نسيانِ الماضِي والسَّيْرِ في تَوْبَةِ الحاضرِ للذَّوبانِ في الفرحِ الكونيِّ في قلبِ اللهِ. (علامتان)

ملاحظةٌ: يُحْسمُ ثلثُ العلامةِ النهائيَّةِ بسببِ القصورِ اللُّغويِّ الفاضِحِ الذي يرتَكِبُهُ الطَّالِبُ.